Translate

مع من يكون التنافس؟

لم يكن هناك داعي لكل مشاعر الخوف والتنافس، ليس هناك مبرر واضح، ربّما هي عقدة مركز الأول رغم أنني كنتُ جيدة في مساعدة أصدقائي حتى يصبحوا متفوقين مثلي، لم يكن همي رقم واحد، لأنها أيامها لم أكن أعرف رقم واحد، ما أعرفه أنه كان روتين لا غير .

حتى جاءت المرحلة الثانوية وعرفت معنى التنافس، ولأنني أكره التنافس كنت أنسحب أنسحب دائماً من المنافسات، رغم أنني صاحبة العلامة 100 كل عام في الرياضيات إلا أنني كنت لا أدخل في تنافس واجبات الرياضيات ومسابقاته وكنت أخر من يسلم ورقة المسابقات لأن ذلك لايروقني، حتى ظهرت طالبة متفوقه مثلي لكنني لم أرى مجالا للتنافس، حتى بدأ تصوير المعلمات لنا معنى التنافس وزرعوا الخوف فينا عن مقاعد الجامعة، وظننت أن الجامعة مقعد واحد وبدأت أخاف أن يتم قبولها وأنا لا
كانت مجرد مشاعر خوف ألا أجد مقعد، وكنت أتمنى لها التوفيق لكن ماليس جيد هو أن تبذل كل جهدك وهدفك أن تنافس أحداً .

دخلت الجامعة في تخصص طبي وتفاجئت أنها لم تطلب تخصص طبي، والمفاجأة الأكبر أنها تركت الدراسة بعد أول مستوى لكونها لم تستطع التحمل .
رغم أنني كنت أتمنى لها الأفضل .

دخلت الجامعة ولم يكن همي التفوق لأنني أخذت درساً من الثانوية، أعتقد أنني تخرجت بمعلومات ل ثلاثة أرباعها ليس أهمية .

دخلت وعقلي يصور التنافس مع شخصيات أكبر منه في المستوى، كنت أشعر أنهن أفضل مني وأحاول التعلم لأجل مجاراتهن، رغم أن هناك فارق بالمستوى والعمر، لكن كل شخصية من تلك الشخصيات لم تكمل مشوارها لظروف، وبعضهن لزواج والبعض لولادة والبعض لم يعرف لماذا دخل الجامعة !

وبقيت أنا، رغم أشتياقي لوجودهن ودعواتي لهن .

كل الذين ظننتهم منافسون لي أو عقلي صوّر لي ذلك تركوا الطريق لي .
حتى عرفت أنّه لا يوجد تنافس، ولا أحد يأخذ مكان أحد، ولا رزق يذهب بالخطأ لأحدهم دونك، ولا شيء يخطئك .

الناس تعدل عن مشوارها لأن هناك قصة ومشوار آخر يجب أن يكونوا هم أبطاله، وأنت بطل في طريقك، حتى وإن كنت تسير وبقربك شخص ما ربما صديقك لاتوجد هناك منافسة، هو لديه مكاسبه وأنت لديك مكاسبك وهو لديه خساراته وأنت لديك خساراتك، هو له عوض من الله وأنت لك عوض من الله، لا مجال للمقارنة، أكبر إيذاء لنفسك هو مقارنتها بغيرها، جميل أن نرى إلى أين وصل الأولون ونتعلم منهم لكن ليس تقليداً، كلنا نساهم في إعمار الأرض بطرق مختلفة، بشخصيات مختلفة، بظروف مختلفة، بأرواح مختلفة، بأهداف و رؤى مختلفة .

أظن أن مشاعر التنافس التي صوروها لنا بشكل مباشر وغير مباشر هي تساهم بشكلٍ في فساد الأرض، ماذا أن تتمنى أن يقع أحدهم كي لا يجرح مكانك؟
ربّما نعم وربّما لا، يكون هذا سبب خوفنا من صاحب الإمتيازات والشهادات الكبيرة وإزاحته جانباً، خوفاً من المنافسة؟

التنافس الحقيقي هو أنا في الأمس، وأنا اليوم
أنا قبل سنة، وأنا الآن
التنافس الحقيقي هو تنافسي أنا على الظروف المحيطة بي .
أقدر ذاتي وما وصلت إليه

هامشاً:
ربٍما حتى أنا لا أكمل السير، الله وحده الذي يشاء، يرسم الدرب، لكن ذلك لايعني أن نتهاون، هناك أشياء لا نستطيع تغييرها ربّما تأخذنا لنكون أبطال قصة أخرى، الحمدلله على ما أنا فيه .

تعليقات

  1. "لا يوجد تنافس، لا أحد يأخذ مكان أحد"
    أحسنتِ أوجزتِ وأبدعتِ

    ردحذف
  2. حاول الا تزرع في حيانك كلمة لا تستطيع لكي لا تهبط من عزيمتك في وقت أنت أحوج اليها. عجبتني مقولة لدكتور ابراهيم الفقي ( عيش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك ، عيش بالتطبع بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، عيش بالحب ، عيش بالكفاح وقدر قيمة الحياة).

    ردحذف

إرسال تعليق

نبذة عن الكاتبة

فاطمة بنت يحيى الغزواني
صديقة الأبجديّة ، لدي هدف في الحياة وأنا في طور تحقيقة، لا تسمع ما يُقال عني حاول أن تكتشفني بنفسك , قلمي وعقلي هم سلاحي في هذا العالم المخيف، أمارس الكتابة كرسالة، الأمل قريب جداً قد أراه ولا تراه، نحن نختلف في مستوى الرؤية، أهتماماتي القيادة والتخطيط القراءة والكتابة .

sayat.me/FatimahYG
هنا مساحتكم لإبداء الرأي

وعلى برنامج صراحة