مجتمع في شارع الفن - أبها
في حديثنا عن الشاب السعودي أفضّل التحدث عن نموذج شاب مبدع سخّر فنّه وعلمه لخدمة منطقته وأبنائها
تستقبل أبها مصطافين كل عام وفي العام القادم ستكون أبها عاصمة السياحة العربية، أتحدث عن نفسي كشخص يسكن أبها ويتغيب عنها للدراسة، وزياراتي متكررة لها في العام إلاّ أنني في هذه المرة وصلت على شيء لم أسمع عنه من قبل ولم أره، على الرغم من ترويجه الكبير في الصحف والقنوات التلفزيونية إلاّ أنني كما تعرفونني بعيدة جدّاً عن الإعلام وأقرب لأوراقي وكتبي ومكتبي.
لأنني رأيته دون سابق إعلان فور وصولي أبها شعرت بصدمة في البداية، هل أنا في أبها؟ نال استحساني شكل المظلات، الفن التشكيلي، الصوت الشجي في الشارع على نغم خالد حامد، بدايةً ظننتها كواليس مسلسل إلاّ أنني اقتنعت في النهاية أنني أمام واقع، للاسف يومها لم يكن هاتفي المحمول في حوزتي، كنت قد تركته لظني بعدم حاجتي له، لم بخطر ببالي أننا سنقف هنا أمام فكرة أصبحت واقع !
بعد تغريدتي عبر تويتر بمحض الصدفة وجدت صاحب الفكرة، لم يكن أجمل من كونه صاحب الفكرة (إلاّ) كونه طبيب .
نحن أمام طبيب طوارئ وقصة شاب طموح، ربمّا هو درس وإلهام آخر لنا كطلبة تخصصات صحية أنّ الشغف لايرويه الفراغ ولا عائق له، وأنّ الطبيب أيضاً قد يتفوق في العمران لأجل منطقته، بل قد يقدّم لها شيء آخر أبدعه، الطب لايقتصر على تطبيب الجسد قد يكون بتطبيب الروح بالجمال، تتعدد أفكاره وتُسجل في كل مرة لصالحه بأبها، بل لمجتمع الجنوب ك كل، ولن أبالغ إن قلت أنّه ألهَم مايتجاوز جهة الجنوب .
كنت ولا زلت أتفكر ماذا ينقصنا، في قطاعاتنا الجنوبية الجبلية والتهامية ! لننهض بشارع يشبه الفن قبل هذا العام؟
لعلنا نحتاج نسخ من عوض زارب كي ترقى السياحة كما يقول مغردوا تويتر، أو نحتاج شخص يثق بأفكاره وفي ملاحظتي هناك أمير يدعم الشباب الأمير فيصل، نعود إلى تحديات الفكرة لا أعلم في الحقيقة أهي مرت بتحديات أم لا لكنني بعد أن سمعت صديق والدي يذّم في شارع الفن لكونه خلق تجمع سياحي وإزدحام ووضع له الناس (هولمه بينما هو لا يتجاوز الأمتار) أيقنت أن النجاح خلف شارع الفن هو في أمير يدعم الشاب وفكرة الشاب ونجاحه في الشباب أنفسهم، وتطور الأمه في شبابها الذي يهوى المغامرة، لايستطيع زائر الشارع أن يُنكر علامة شارع الفن الفارقة في سياحة أبها.
أخيراً بقي أن أخبركم عن نجاح فكرة الشارع الذي قد نراه قريباً في دول الخليج منها عمان والكويت .
كانت فكرة فرد ويداً بيد أصبحنا نرى مجتمع في ذلك الشارع .
شكراً للطبيب عوض زارب الذي لم يقتصر تقديمه الفن فقط إنما كان ملهماً، قدّم خدمة مجتمعية للمواهب
هامشاً: أظن أنّ كل زائر عبر شارع الفن سكنه الإلهام حيال شيءٍ ما !؟
رائعة جدا الكتابه وصلني إحساسك
ردحذف