Translate

الثالث عشر من يوليو


صبيحة الثالث عشر من يوليو

يوم ميلادي

لطالما كان إقترابه يخيفني جداً,وكأنه إيذانٌ مني بفتح باب المحاكمة لنفسي وجلدها

مضى زمن لآخر مرة كتبت فيها في يوم ميلادي

هذه المرة لست واثقة من أنني سأستطيع إخراج كتل الحروف التي تجمعت بداخلي, ولست واثقة أنني سأكتب ما يستحق أن أنشره لأحتفظ به أعوام, لطالما كانت فاطمة تعود تحت الشجرة دائماً كلما واجهتها أمواج البحار بإعصار السماء, كانت كلماتي هي من تشد بأزري وهذا ما ستفعله دائماً فلقد شاء الله لها ذلك, حتى يأتيها تبيانٌ من الله يعجزها عن الحراك وخط الأحرف, لست متأكدة بالضبط مما أريد كتابته أعتدت أن تهب الحروف نفسها ونتناقش أنا وهي عبر الأبجدية, عن طريق الأبجدية إلتقينا أنا وهي, قبل الأبجدية لم أكن لأعرفها جيداً, أنا أحمل دين للأبجدية, أعتقد أنني كبرت أكثر مما أظن أنا, وكذلك أكثر مما يظنه والداي, أظن أن والدي شخصياً آمن بذلك.

أمَا أنا فأظنني كبرت أكثر مما ينبغي وأكثر مما أتوقعه

لأن الله شاء ذلك, ولم أكن يوماً لأتحسر على الماضي لأنه لولا كل الأحداث فيه لما وصلت اليوم لما أنا عليه, إنِ الماضي يعيش معي بتجاربه وبدروسه ومشاعره, كثيراً مايلفتني الطريقة التي يعيش بها  من هن بنفس السن, نختلف في مستويات التفكير والإهتمامات وحتى التبرير, وكان كثيراً ما يضعني في مأزق بسبب عينة الناس التي تتظاهر بفهم الناس حتى أكثر من أنفسهم ! ليس نادراً بل غالباً ما تفسر ردود أفعالي بشكل لايمت لي بصلة,

وأكثر من كان ينقذني هم قرائِي, فالكاتب تفضحه حروفه مهما كانت درجة انطوائيته, لا أحد يستطيع الكذب مع الحرف, فالحرف الصادق هو فقط من نستطيع قراءته ويؤثر فينا, حينما يعود بي شريط الذكريات لخمس أعوام من اليوم أدرك حقاً مقدار التغيير الذي ألحقته بنفسي, فأنا أيضاً وأفكاري ليست كالتي أحملها العام الماضي, أشياء كثيرة تغيرت حتى بعضُ كتاباتي, حينما أعود لقرائتها أضع تعليقاً عليها يزيد من معناها وكأنها كلمة ناقصة الأحرف والعمر من يُكملها, كنتُ جريئة جداً بداية بأول قرار كتابة في صحيفة إلكترونية 2011 رغم أنه تنقصني عدة مؤهلات لذلك لكنني فعلتها, لم أكن لأخاف الفشل بل كنتُ أرحب به, وإنجاز, وأشياء كثر كانت جميلة جداً, حتى الأحداث التي أذتني وتمنيت لو لم تحصل يومها عدت لأشكرها لاحقاً فلقد أكسبتني مقاومة لشيء أصعب منها وأمر .

على  غير العادة, لا نعير أهمية لأيام الميلاد ولا نطفئ شموعاً فيها, إلا أنني هذه المرة وقفت هنا, لأعيش اليوم برهبته.

لا أريده أن يعبر فقط, أريده أن يُكتب, لا أستطيع أن أحصر كل ما حدث خلال الأعوام الماضية, لكن ما أستطيع قوله أنني  أستمتعت بها أعطيتها مشاعري الكافية, للحزن والفرح, كنتُ قويةً جداً وصبورة, دخلت الجامعة في التخصص الذي يريده والدي وبشكلِ غير مباشر  كنتُ أنا أيضاَ أريده, حققتُ رغبة والدي وإنه لشيء أفتخر به كثيراً, أن تحقق لوالدك ما رآك فيه ورسمه, أصبحتُ فتاة جيدة لأجل أبي وأمي, لم أعد عنيدة كما السابق وأفعالي متزنة كثيراً للحد الذي قد يربكُ الحياة, عشتُ بإستقامة, أظنني كنتُ شيئاً جيداً يستطيع والدي الإعتماد عليه وكذلك والدتي, ولو أنني فاشلة في أمور الطبخ وغالباً أنسى الطعام ليحترق وإبريق الماء ليتبخر كُله, وفوضوية جداً ولا أستقر بغرفة ولذلك كثيراً ماتضيع حاجياتي وأستنجد بأهل البيت كله ليبحثوا لي عن ضالتي, إلاَ أنَ حبهم في قلبي لن يضيع أبداً.

أظنني بقدر الأشخاص الذين خسرتهم أو بشكلٍ ما أبتعدوا هم بالمقابل كسبت أشخاصاً آخرين, بالمناسبة كانت الجامعة أفضل ما قدمته لنفسي بعد مدونتي تحت الشجرة

الثالث عشر من يوليو محطة التي أراجع بها نفسي, حققت الصفاء الروحي الذي كنتُ أعمل عليه منذ أكثر من 7 سنوات, أتمنى للآخرين أفضل من نفسي لأنني أيقنت أنَ الأماكن محفوظة ومقدرة ولن أجني من حسدي إلا أذى لنفسي أمَا الله فهو الواسع يبسط الرزق ولا يعجزه شيء, هكذا هي الحياة هناك أماكن قُدر لأصحابها أن ينالوها دوني, ومهما بلغت تواضع مكانتك فأنت تشغل مكاناً في الحياة ولو لم تكن فيه لتغيرت أقدار كثيرة, لا نملك سوى الدعاء والعمل أن يهبنا الله علواً ومنزلاً كبيراً وأما حسدك فلن ينشر في الأرض غير الفساد وسيعود إليك ذات يوم, هناك فروقات آمنت بها, عينة من الناس اكتشفت أنها تسكن معنا على الكرة الأرضية, تعلمت الدين وكيف هو معنا في حياتنا ولا يحتاج أن نتحول لمتشددين ليقبل الله عملنا, فالدين حياة وتعامل وحسنى وما تعلمته سابقاً عن الدين كان خطأً, أصبحت أكثر رويةً ولا أجازف كثيراً, أكثر عقلانية.

تعلمتُ كيف أستطيع صنع لحظات السعادة رغم المحاولات الفاشلة أحياناً، أصبحتُ إنسانة أبسط من البسطاء وأثرى من الأغنياء، تغريني الأشياء البسيطة كثيراً، لم أعد أمنح ثقتي لأحد، لم أعد أرى أشخاصاً سلبيين تعلمت كيف آخذ الصفات الإيجابية من المرء وأترك له سلبياته وأحاكي الجوانب الإيجابية فيه، أكتسبت مهارات كثيرة ولازلت أحتاج للمزيد، سعيدة بما حققته ووصلت له، الصبر ثم الصبر فقط وتوقع اسوأ النتائج مع الثقة بالنفس لا بل الثقة بالقدرات .

عرفت أن هناك جوهر لله في كونه هو الحب، لم أكن قبل هذا أفهم منطقيته، إن كان له منطق في الأصل، لا أعتقد أنني أستطعت فهمه، لكن يكفي أنني عرفت أنه موجود فعلا، لا أعلم هل من هناك علاقة بين أن تسقط في يداي منشوراته، وأبطاله و كتّابه ! وبين هذا العمر الذي وصلت إليه ! لايهم كل ذلك

المهم هو أنني أشعر بتميزي ببساطة الأشياء التي أملكها وربّما بثرائها

سعيدة بماوصلت له من الإكتفاء الذاتي حالياً والتطلع للمستقبل

لم أستطع البوح بأكثر من هذا

لا أعلم كم يوم ميلاد بعد هذا سأعيشه .

تعليقات

  1. بعيدًا عن الإشادة ، أود ان اقول: اهلك ومجتمعك وأصدقائك ومنطقتك وبلدك بحاجة إلى المزيد منك ، في النهاية كلنا سنمضي تاركين الأثر فيمن حولنا ولمن بعدنا ، وكل ماذكر اعلاه شيء رائع ومبهج وجميل،،

    غير أني اختلف في مسالة توقع الاسوأ (على الأقل من وجهة نظري) ، لاني عندما اتزقع الفشل أفشل ، ولكن مؤخرا لا أضع لنقسي خيارا سوى النجاح ،ثم بعد ذلك احاول التعامل بشكل جيد مع الفشل إن آتى

    ردحذف
    الردود
    1. تتوقع الأسوأ كي لا تُصدم بما تواجهه، التفاؤل ممتاز لكن ليس بدرجة الغلو فيه، يكفيك الثقة بأنك تستطيع، شكراً لك على قراءتك وتعليقك .

      حذف

إرسال تعليق

نبذة عن الكاتبة

فاطمة بنت يحيى الغزواني
صديقة الأبجديّة ، لدي هدف في الحياة وأنا في طور تحقيقة، لا تسمع ما يُقال عني حاول أن تكتشفني بنفسك , قلمي وعقلي هم سلاحي في هذا العالم المخيف، أمارس الكتابة كرسالة، الأمل قريب جداً قد أراه ولا تراه، نحن نختلف في مستوى الرؤية، أهتماماتي القيادة والتخطيط القراءة والكتابة .

sayat.me/FatimahYG
هنا مساحتكم لإبداء الرأي

وعلى برنامج صراحة