Translate

وثلاثُ سنوات مرت على إستلامي رسالة القبول في كلية الصيدلة

ليلة 14 رمضان قبل 3 سنوات بالضبط 1434 هـ 2013
كنتُ أنتظر قبولي النهائي ..
رسالة نصية من الجامعة ..

ووصلتني في مثل هذه الليلة الفجرية تقريباً الساعة 4 أو 3 ..
أذكر كل تلك التفاصيل ..
لم أفرح حتى هاتفت والدي وأخبرته
أنني قُبلت صيدلة وحينما بدأ فرحه بالصوت بدأت الفرحة تتسلل لقلبي، لأن الهدف هو أن يرضى (بابا) يومها ..
ومع ذلك لا أعتقد أنني فرحتُ كما اللازم ..
لكنني أذكر أنني بدأت برنامج (غيث إنجاز) لإسعاد الأطفال، كان نذراً أنّ الله لو رزقني سعادة لأُسعد البشر لأجله .

بالأمس حينما كنت أريد أن أقتني مشتريات الإحتفال، كانت الأسئلة من هم معازيمك؟ كم فلوس تحتاجين ! وش تبغين بالضبط؟
من هم معازيمي؟ أنا فقط وأنتم إن شئتم.
سنقيم لك احتفالاً كبيراً نجمع الأهل والأصحاب، وكان لي رداً: لا لافائدة من الإحتفالات إن لم تشعر بالسعادة من عمق روحك.
كل تلك الإحتفالات الكبيرة ماهي إلا مظاهر وأعتقد أنني لا أجيد التعامل مع المظاهر، هذا إنجاز حققته لنفسي ونفسي فقط .

كم فلوس أحتاج 50 ريال تكفي، كيف تكفيك وسعر كتابك الأخير ضعفه؟
هذا اليوم ليس للقراءة والهدايا، مشاعر لامادية، هو يوم لنفسي فقط.
وش أبغى؟ أبغى أتذكر كيف كنت ووين صرت مشاعري أول ومشاعري ألحين
كيف أن الله يومها ألقى رحمته بقلبي ورحمني

ثلاث سنوات مرت أعتقد أنني لم أكن أظن أنّها ستمر علي
تعلمت فيها أشياء كثيرة
فعلاً عرفت أن التعليم الثانوي لاشيء أبداً عندها، الجامعة هي الحياة لمن صلح فيها .
عصفت عصفاً فيها ..
سعيدة بالقدر الذي وضعني في جامعة جازان

في السوق: شعرتُ وكأنني إستثنائية لربما هو كذلك فعلاً ، فمن هو الذي يحتفل بقطعة صغيرة من الكعك ! لم يكن هذا العُرف في عائلتنا ..
لكنني أعتدت أن أعاكس تيارهم

من المشاعر في هذا اليوم (قناة عيني الدمعية ظننتها ستجف، كنتُ أبكي لسبب لا أعرفه )

لبرهة وأنا في الإنتظار تذكرت أننا سنصادف يوم الأب
لربما هي مصادفة إن يتصادف يومين جميلين ويتقاطعان في قلبي كهذا
مابين البر والصيدلة تُحكى قصتي
حسناً لنشتري هديةً لوالدي منذ زمن لم يستقبل مني هدية
وبينما أن في السيارة أفكر
لستُ جيدة جداً بإقتناء الهدايا
أريد شيء يحتاجه ويبقى معه دائماً !
حتى الورد لا أتقن شراءه لا أعرف تناسق ألوانه حتى ..
ماذا يستطيع أن يهدي الكاتب غير كلماته
التي تعبر من روحه لتخترق كل الحواجز لقلب المرسل إليه
تلك الأحرف التي عادة ماينزفها من روحه
تراجعت عن فكرة الهدية
أو لعلي إستبدلها بشيء يبقى ..

أبارك لنفسي، التي تعبت معي وآزرتني كثيراً ..
لن تتكرر هذه اللحظات علي ربّما
ربما ستعبر ولا أشعر بالسعادة فيها
وربما أنسى موعدها حتى

هو ميلادي
للحظة تساءلت كيف يجمعنا الله أنا والصيدلة في ليلة قُمرية في شهرٍ مبارك .

أصدقائي الإفتراضيين كانو هم بعد عائلتي أول من شاركني الفرحة، وقضينا وقتاً طيباً، وهذه اللحظة أحب أن أشاركها ليحفظها الفيسبوك عندي، ندونها للتاريخ، كانت هذه المرة الأولى التي أحتفل بها بهذه الذكرى
3 سنوات .

والمرة الأولى التي أنفخ بها الشمعة، سنة رابعة تبدأ .

اللهم بارك لي في عملي، وأنر بصيرتي، وكن عوني وسندي، الحمدلله على نعمه علينا.

هامشاً: الدراسة الجامعية فرصة لم يحصل عليها غيرك، هي نعمة عليك .

تعليقات

نبذة عن الكاتبة

فاطمة بنت يحيى الغزواني
صديقة الأبجديّة ، لدي هدف في الحياة وأنا في طور تحقيقة، لا تسمع ما يُقال عني حاول أن تكتشفني بنفسك , قلمي وعقلي هم سلاحي في هذا العالم المخيف، أمارس الكتابة كرسالة، الأمل قريب جداً قد أراه ولا تراه، نحن نختلف في مستوى الرؤية، أهتماماتي القيادة والتخطيط القراءة والكتابة .

sayat.me/FatimahYG
هنا مساحتكم لإبداء الرأي

وعلى برنامج صراحة