Translate

همسةُ غُصن .

الساعة 9:20 AM
في هذه المرة ليس لي عنوانٍ ولا هدف محدد لأتمحور حوله، كلُ الأمر أنني أريدُ أن أكتب لألملم مابعثرته أنا من روحي، ولا سبيل إلا الكتابة .

لا أعلم متى ستكون النهاية وهل ستكون أم لا، مضى وقت طويل وأنا أكتبُ لك تحت الشجرة.

أعلم تماماً أننا نعيش صراعات بين الواقع والأحلام، وبين العادات والتقاليد والدين، نعيش صراعاً بين ماهو صح خطأ وماهو خطأ صح، وأحياناً كلعبة x و o أربع خطوط مستقيمة زوجين متوازيين يقاطعان الزوجين الآخرين تنتج تسع مربعات ! سبحان الله وكيف لنا أن نرى بساطة هذا التعقيد !

نعيش صراعات كثيرة، بين الفتاوي وعلمائنا، بين القرآن وجهلنا، بين العلم و اللاعلم، بين العقل والقلب، صراعاً بين الأجيال، صراعاً ربما غير منتاهي، يقودنا لدليل الضياع والشتات..

لا نعد نعرف مالذي نريد ومالنا نريد من الحياة
كيف نعيش في سلسلة صراعات، حلبة المصارعة ليست أنموذج قدوة ..
لأن الخصوم عادةً ليسوا البشر
بل نحن نتخاصم مع الغير مادة
نتخاصم مع ذواتنا ..

وهذا التخاصم ماعساهُ أن يُولِد غيرَ معركة بركانية للخارج !
دمار ودمار .. ورماد وإسوداد ..

في عالم لا يُفهم منه شيء، حتى الشجر بات لا يعرف أغصانه !!

تماماً كزائرٍ لمدينة لايعرف عنها غير إسمها !
يجول يميناً ويساراً باحثا عن شيء وهو حتى لا يعرف طرقها، وأماكن قُطّاع الطرق !

ربّما ذواتنا كذلك نحن نُدخلها لمدينة الحياة بينما هي حتى لا تعرف عن نفسها شيئاً، ثم يُطلب منها تقديم نفسها لُعمدة المدينة، تتلعثم و تتردد ! إنها لا تعرف حتي مالذي تستطيع عمله ! مهاراتها التي تتقنها ولم تميزها ! فصاحة اللغة وتسطير الخط العربي و ... ! إنّها أضاعت كل ذلك، نسيت كل ماتعرفه، تناست بمعنى أصح، لأنها لم تميز يوماً بين ماتتقنه وما يُعيبها، في هذه اللحظة ستستمع لكل شيء على أنه حقيقة، لأنّها ذاتٌ هشّة ليس لها أساس من (اليقين) لتقف فوقه، ستكون المدينة بأحاديث سُكانها لها كالريح ستأخذها يُمنه وتعيدها يُسره، وتغرقها في بحرٍ وتخرجها منه، ستموت وربما تقتل نفسها من الحيرة، والضياع !!
استراحه لثلاث دقائق ...

سوى من فهِم ذاته، وعرف طرق أحيائه والقُرى بداخله من سيقف صامداً أمام تقلبات الجو والصراعات البشرية، لذلك أعتني بذاتك جيداً، كُن صديقاً جيداً لها، لاتبخل عليها بشيء، لن يبقى لك من الحياة سواها، هي أزرك الوحيد حينما لايقف معك أحد في مواجهة صراعات الحياة، ولو أنني لا أحب تسميتها بصراعات ! إنّما حياة وهذه هي الحياة، إن لم تكن هكذا، فكيف نريدها أن تكون؟

يقال أن الدلال المفرط سيء 🌚
لن تشعر بالألم حتى تُجرح حينما تعمل المستقبلات الحسية العصبية بداخلك
والألم هو العِلم بل ربّما هو التطبيق العملي للعلم، فكما أنّ بعض العلمِ يُفسد صاحبهُ، كذلك الألم إن لم تستقبله بحِنيّه، سيفسدك .

وماذا عن من هم حولك؟
علّمهم
أتعلم الشيء السيء لدينا أننا تعودنا على موّال واحد، طريقة تعليم واحدة هي اللفظ، الكلااااام، وأحيانا بمايكروفون كي يسمعوك، ولكن لا من مستمع !
ثم ستعود خائباً لتقول (مجتمع لن يدعم التغيير) .
رغم أنّك لم تبذل سوى حاسة لفظية أو مهارة لفظية
التي أراها أنا (حرباً) ، أنت تعلم جيداً أنّ الطريقة الكلامية أصبحت حرباً، ثم إنّك تتأمل نصراً كبيراً فتنصدم .

هل التغيير من السلبية للإيجابية سهل ! لا هو صعب،
بينما التغيير من الإيجابية للسلبية سهل جداً

كالجبل والدرج
النزول سهل والصعود لابد له من مجهود يعاكس قوة الجاذبية الأرضية :)

لكن مارأيك بالتأثير في واحد فقط؟

مشكلتنا أنّ الجماعات تُغرينا كالعدد الكثير، نريد بسرعة أن نغير جماعة من الناس ! كالمعلم عندما ينظر لطلابه كعدد واحد يريدهم جميعاً بنفس الرقم..

وتغيير شخص أسهل، مرةً بكتاب أو مقطع، ومرةً بتذكرة لحضور دورة تطويرية، والديك تستطيع تغييرهم أيضاً، مرةً بإقتباسة صورة من كتاب !
والتغيير قد يستغرق سنوات..

أعتقد أنّ الإنسان لن يتعلم إلاّ عندما يريد هو ذلك، أو بمعنى عندما يعلم أنّه أضاع الطريق، أو عندنا يجد شخصاً يعجبه

ورغم أنّ الله معنا دائماً لكن لانجيد قراءة رسائله إلينا ..
لذلك نشعر بلكمة الصراعات الحياتية !

كنتُ مفرطة الحساسية تجاه أفعال الآخرين المقصودة والغير مقصودة، كانت تصرفاتهم تؤثر بي حتى وضعت ميثاقاً لنفسي أن أتغير، وبعد جهد سنين أصبحت لا أشعر بشيء، حديث الآخرين لم يعد يؤثر بي، لم أعد أعطي الأشياء الخارجة عن رصيف هدفي أيُ أهمية، أعتقد أنني وصلتُ لمرحلة عدم الملاحظة (ماعدا العلوم) لشيء حياتي، لم أعد ألاحظ لون شعر فلانه، ولا جسم علاّنه، لا أهتم لطلاق الجارة ولا لما دار بمنزل الجار الذي لم يدخل بيته أحد، لم أعد أهتم بما يجري حولي، نفسي نفسي، طالما أنّه لا أحد منهم يحتاج لمساعدة فلا داعي للإهتمام بالتوافه، نفسي أولى بالإهتمام، وبما أنني أسير في خطٍ مستقيمٍ مرسوم فلا حاجة لي سوى لمن سيلهمني لضالتي، جميل أن أعيش الحياة بمبدأ ولهدف، ألاّ نتدخل فيما لا نعرفه، أن نحسن لأنفسنا بتركنا مالايعنينا، جميل أن لا نهتم سوى بأنفسنا وتطويرها وأن تصون نظرك وأذنك ولسانك،الإسلام إن لم يكن بالباطن فلا حاجة له بالظاهر ..

آمل أنّك لم تضيع نفسك بقراءة هذا
الساعة 10:38 صباحاً

12 رمضان
الجمعة
17 يونيو

فاطمة .

هامش: في الرابع عشر من رمضان أنتظر حدثاً مميزاً،وسيصادف 19 يونيو  ذِكرى .

فضلاً تلطف علي بتعليقك ورأيك على هذا الرابط

http://sayat.me/FatimahYG

تعليقات

  1. مقال جميل .. كعادتك

    ردحذف
  2. جميل أن أعيش الحياة بمبدأ ولهدف، ألاّ نتدخل فيما لا نعرفه، أن نحسن لأنفسنا بتركنا مالايعنينا، جميل أن لا نهتم سوى بأنفسنا وتطويرها وأن تصون نظرك وأذنك ولسانك،الإسلام إن لم يكن بالباطن فلا حاجة له بالظاهر ..

    جميلة جداً كَ عادتكِ 💖 .

    ردحذف
  3. جميل أن أعيش الحياة بمبدأ ولهدف، ألاّ نتدخل فيما لا نعرفه، أن نحسن لأنفسنا بتركنا مالايعنينا، جميل أن لا نهتم سوى بأنفسنا وتطويرها وأن تصون نظرك وأذنك ولسانك،الإسلام إن لم يكن بالباطن فلا حاجة له بالظاهر ..

    جميلة جداً كَ عادتكِ 💖 .

    ردحذف
  4. كلامك دائما يلامس شيئا في.. قد يوقض غفوة او يغرس غرسه.. لا اعلم لكن له تأثيره الاكثر من جميل.. ��

    ردحذف
  5. رائع 👌🏼👌🏼اتفق معك احيانا نشعر بالضياع ونجد في الاوراق والأقلام خير خارطة تنقذنا من المجهول
    ابدعتي

    ردحذف

إرسال تعليق

نبذة عن الكاتبة

فاطمة بنت يحيى الغزواني
صديقة الأبجديّة ، لدي هدف في الحياة وأنا في طور تحقيقة، لا تسمع ما يُقال عني حاول أن تكتشفني بنفسك , قلمي وعقلي هم سلاحي في هذا العالم المخيف، أمارس الكتابة كرسالة، الأمل قريب جداً قد أراه ولا تراه، نحن نختلف في مستوى الرؤية، أهتماماتي القيادة والتخطيط القراءة والكتابة .

sayat.me/FatimahYG
هنا مساحتكم لإبداء الرأي

وعلى برنامج صراحة