رسالة لصديق (7) لكنّ الله معك .
الله لن يصيبك بألم دون القدرة على الصبر ولن يتركك ولن يخذلك إن لم تخذل أنتَ نفسك وحتى حينما تخذله يبقى معك
لا أعلم لماذا كنتَ يائساً
لكنه كان يؤذيني
لدرجةِ أنني أصبحتُ أنامُ كثيراً
وكتاباتي تمسي بلا خواتم
كنتُ أنتظرك
أنتظر موافقتك لي بالحديث
وجاءت اللحظة
لم أكن أعلم أنّك تعرف بيأسك مسبقاً
ذاك المرض القاتل ببطىء
معرفتك بالداء سهلت عليّ الدواء
لم أبذل مجهوداً كبيراً
لقد جعلت ما تؤمن به أنتَ يرسخ أكثر
فقط أعطيتك إضاءات ربما تكون خافته وربما بمنتهى الإنارة
كنتَ تتألم
لكن الله لم يُنزل الألم دون أن يمنح صاحبه (الضمير يعود للألم) قوة للصبر والتحمل مساوية للألم
وستقول: وضحي يا فاطمه !
كقصة الفتاة العمانية التي ولدت بلا كفين
إنها عازفة بيانو وفنانة تشكيلية كيف؟
عندما تتأمل تشعر لو أنك مكانها لما فعلت ذلك
ستشعر بعظمة الشيء هذا
لكنها هيَ تمتلك قدرة لتحمل ذلك وصبراً
بالطبع يتجاوز مقدرتنا
إنّهم ينقلون لنا رسالة
تأمل حالك
تخصصك الدراسي؟
هل أكملت الثانوية؟ هل أنهيت المتوسطة؟ هل تعرف القراءة والكتابة؟
إن كانت إجابتك نعم فأنت أفضل من غيرك
هل تذهب للجامعة؟ هل أنت سليم البنية؟ هل أنت تتقن 20% من دروسك؟
إن كانت إجابتك نعم فأنت أفضل من غيرك
هل تملك وظيفة؟ زوجة؟ أطفال ببنية سليمة؟ راتب ثابت؟
إن كانت أغلب الإجابات نعم فأنت أفضل حال من غيرك
هل تلجأ لله عندما تيأس؟ هل صحتك جيدة؟ هل تجد غذاءً تأكله متى ما أردت؟
إجابتك على واحدٍ منها يجعلك أفضل حال من غيرك
أتملك قلباً؟ وعقلاً؟ وأذنان، وأيدٍ ورجلين، وعينين؟
إجابتك على اثنان منها تجعلك أفضل حال من غيرك
دائماً حاول أن تستخدم الأسئلة ووجهّا لنفسك
متأكدة أنّ حالك أفضل من غيرك
لا تخف من الحياة فإنّ الله لن يبتليك دون أن يقذف في قلبك قدرةً على الصبر بل وإنّه لن يبتليك بشيء لا قدرة لك به أنتَ مؤمن، بل إنّه مع ذلك يأخذ ويعطي
يااااه ما ألطف ربّنا
"ولا تحمّلنا مالا طاقة لنا به"
لكن إيّاك أن تخذل نفسك عندما تخذلها ستفتحت بابها المواجه لدخول الإكتئاب
لقد خذلتها ! وستهوي بك لأسفل سافلين
قف مع نفسك
لقد آزرتك في مواقف كثيرة
وكانت تدعمك في الطاعة والمعصية
هي وعاء (إرادتك)
"ونفسٍ وما سوّاها فألهمها فجورها وتقواها"
إنني أبذل جهداً في إتمام هذه التدوينة
لست كسابق عهدي قادرة على التسطير بسهولة
أو ربّما لأنني أحاول أن أستحسن على شرفِ الوقوف معك؟
في أحد الأيام الماضية قلت:
في نفس الوقت
في نفس التاريخ
من العام الماضي
ظننتُ أنها لن تفرج لكنها فرِجت
أفهمت؟
أتذكر؟
نعم فرجت تماماً لقد ظننتها لن تفرج لكنها فرجت !
كذلك ما تشعر به اليوم ستظنه النهاية
لامفر لا جدال لا محاولة لا مقاومة لا شيء
تستسلم للنهاية التي لن تأتي بسابق إنذار
لا تستسلم
على الأقل لأجلي ولأجلك
فقط حاول
الله سييسر لك سبل التعافي أنا أثق بالله كثيراً
هو لن يخذلني
فلا تخذل نفسك
ذاك النفس في الصبّاح يدخل لرئتيك يجعل صدرك يتقدّم للأمام ثم يرتفع للأعلى نعمة
ورسالة
فأحسن إستقالبها
عموماً في كل حالاتك أنتَ أفضل من غيرك
عسى الله أن يجعلنا من ذوي المقام العالي في الجنّة
سأكون معك وسأكتب جزءاً آخر لك في حالِ مازال ألمك موجوداً
ولكن تفاؤلي وربّما هي ثقتي بالله يقولان أنها ستعبر
مجرد غيمة ستعبر غيمة شتاء عابرة حتماً .
تعليقات
إرسال تعليق