Translate

رسالة إلى صديق (3)

نصيحة :
استمتع باللحظة "في أبسط الأشياء" الحياة يوم معك ويوم عليك وقد تضيع في زحمة الدراسة والعمل فلا ترى عمق اللحظة السعيدة عفواً أقصد "تشعر"

اللحظة السعيدة في أبسط الأشياء خصوصاً مع عائلتك
قد تكون اللحظة في سرقة نظرة لبالون طفل معبئ بغاز الهاليوم
أو في تذوق قطعة كاكاو مُرةً أحياناً أو في تذوق شوكولاته حلوة بالحليب أو الكراميل

في شربُ القهوة في هطول المطر وحتى في حرّ الصيف وفي تساقط أوراق الأشجار

أيضاً في الشتاء حينما يقل إفراز هرمون السعادة قد تكون اللحظة السعيدة هو في الشتاء نفسه في بدلة الشتاء في مدفأة الشتاء في ساعات النوم الطويلة وحتى في كوب الحليب الحار الذي سريعاً مايبرد

آه لحظة ربما أنني ذهبت لزمن أفلام الكرتون النبيلة!!
قد يخطر ببالك ...
وهل أفلام الكرتون يا صديقي ظهرت من العدم؟
هي من رواية إنسان مثلنا
لكن كان ذلك قديماً حينما كانت اللحظات السعيدة في الحياة أكثر من اللحظات التعيسة

كم نحن فنّانون ومبدعون في رسم لوحات الحزن والإنفعال أكثر من رسم لوحات السعادة

إن كان لابد علينا أن نصبح تعساء لأجل قصة حتماً أنا لا أعرفها فهو حق لك ولي
لكن ماليس بحق هو أن تتحول الزهور في الحديقة للون الأسود وتختفي رائحتها ويتغير مظهر الحديقة
ماليس بعدل هو أن يموت شريان أو وريد ببطئ بسهم حزنك بسُم شخص، ببشاعة الأحداث

لن أقول لاتحزن فنحن لسنا بتلك القوة
وأنا أكتب أتذكر حزن العّمة على وفاة ولدها حينما أخبرتها العمّة الأخرى أنّ الحزن لايجوز!
حينما سألتها من أفتى بأنّ الحزن لايجوز؟
ولخاتم النبيين عامٌ كامل من الحزن
لعلّ المؤرخون أسموه عام الحزن؟ أو الصحابة والخلفاء الراشدين ! لكن الأكيد أنّه كان كذلك فعلاً كان عام حُزن

حسناً ...
أنا لستُ هنا بين الأحرف لأخبرك ألاّ تحزن
لا بل الأمر أهم من ذلك كُله في نظري
أنا بين الأحرف لأخبرك أن تستمتع بأبسط اللحظات لتجلب السعادة
أن تستمتع برائحة العطر و ربما بدخان البخور العربي
رغم إنّ مظهر البخور والحريق واحد لكن شتّان مابينهما رغم أن منظر الدخان واحد لكن شتّان مابينهما

كم عمرك!؟
قل لي أن الحياة صعبة، أنّ المسؤوليات كبيرة وكثيرة، قل لي أنّك متعب ومهموم، قل لي أنّك غريب في بلادٍ بعيدة، قل لي أنّك تدرس في شيء لا تحبه، قل لي في همسة حزن أن العالم منافق وليس لك صديق، قل لي أنّك تواجه سهم الإحباط وحبل تقييد الأحلام من عائلتك نفسها التي تحبك وتحبها، قل لي أنني لا أعلم شيئاً أنني مجرد فتاة تكتب لا شيء، أخبرني أنني لستُ مؤهلةً للحديث معك أخبرني بكل ما تريد، قل لي أنّك حينما فقدت والدك لم يواسيك أحد، قل لي أنّ والدتك مريضة ولم تستطع إدخالها المستشفى

وسأخبرك أنا أن لاتفوت اللحظات البسيطة التي تصنعها أنت رغم كل ماقلته لي

سأخبرك بمقدار ملاحظتك أنني فصلت "أن لا" والمفترض "ألاّ"
ألاّ تفوت لحظةً تستطيع الضحك فيها
لحظةً تستطيع الإبتسامة فيها من عمق روحك الساكنة
لاتفوت تلك اللحظة التي قد تكون دقيقة من الساعة فقط

سأقول لك: ليس لي شيء أستند عليه من القرآن وذاكرتي سيئة لأتذكر في هذه اللحظة مواقف الرسول عليه السلام
ولايجدر بي أن آتيك بعلم الذات والتطوير وهو من قول البشر في الظاهر

ولعلي متكاسلة عن البحث 'ربما'

بالمناسبة ياصديقي أتعلم "يجدر بنا أن نكون سعداء في لحظة الصلاة نفسها"

في اللوحة قبل الدخول مكتوب cinema D6
كنتُ في المقعد الأمامي أتوسط الطفلتين " أختاي "
كنتُ أقول مالذي ستزيده هذه الغرفة في هذا الدور الثاني أو ربما الثالث
دخلتُ وأنا أتردد بين المقعد الأخير والمقعد الأول الحمدلله أن رست سفينة أفكاري في المقعد الأول أنا الآن بين الأطفال
كلُ شيء لن يكون لذيذاً بالنسبة لي حالياً
حينما بدأ البث وشعرت بإهتزاز تحتي وفي منتصف البث تذكرت أنها ليست المرة الأولى لي في هذا المكان في وسط الضحكات ضحكت وقتها صوتي اللاوعي قال لي "تستحق أبسط اللحظات العناية والإهتمام موقف الضحك هذا قد لا يتكرر قد لا أشعر به، قد أتمناه"
ومنها صار الصدى يتكرر في جدران الروح التي كانت وقتها فارغة
كان ذلك اليوم بداية العهد بيني وبين نفسي، صحيح أنّ سفاه الأمور والكوميديا لاتجذبني لكن اللحظات السعيدة لن تكون كوميديا ساخرة دائماً

بالمناسبة هل سبق وأخبرتك أنني كبرت ضعف الضعف حينما بدأت الدراسة الجامعية الطبية
كونه تخصص طبي في مدينة يستخدم فيها اسم الطب طريقاً لذهاب في رحلةٍ طويلةٍ للقبر أمرٌ مرهق للغاية يا صديق

لحظة : أشعر أنني كعادتي أبتعدت كثيراً عن الرسالة
في ذلك الحي الصغير ومن البريد في نهاية المنعطف عند الشارةِ الخضراء للعبور لاتنسى أن تستلم الرسالة
بكلٍ نبض أسمعه الآن في هذه الدقائق أتمنى أن تكون رسالتي بخطٍ واضح أعذرني فلن أعود للتدقيق الإملائي والتعديل

وقبل أن أضع النقطة تذكرت جزء قرأته في كتاب "اخلع حذاءك"
حينما كان أحدهم يشتري حذاءً أقل من مقاسه بسنتيمتر أو رقم
فحينما سُئل عن السبب قال
كي أشعر بالسعادة حينما أخلعه
كانت هذه فكرة النص واعذر الذاكرة التي لم تنسخ الحرف من القصة

النقطة .

اليوم: الأربعاء
التاريخ: 12 أغسطس 2015
حالياً لا أعلم كم يوافق هجرياً أعذرني

المرسل: فاطمه

تعليقات

  1. ذكرت في الرسالة

    ب أنني كبرت ضعف الضعف حينما بدأت الدراسة الجامعية الطبية
    كونه تخصص طبي في مدينة يستخدم فيها اسم الطب طريقاً لذهاب في رحلةٍ طويلةٍ للقبر أمرٌ مرهق للغاية يا صديق

    هذه المسؤولية التي زرعتها فيني الأحداث التي مرت بها عائلتي لا تفارقني كانت أحد الأسباب التي لم تجعلني أستمتع بأبسط الأشياء كان التفكير بحد ذاته إرهاق لعله أرهق من الدراسة نفسها

    فقط أتذكر أختي حفظها الله
    أخواي اللذان ماتوا طيور الجنة
    أمي حفظها الله
    جدي رحمه الله
    ابن عمّي رحمه الله
    والكثير من الأحداث المخيفة

    لا أدري لما أحكي عن هذا اليوم
    لعلّ الليل ملهم ! ومُعاتب!
    ولعلي أحببتـُ التوضيح كي لا تقول شيئاً يؤذيني حتى وإن كان في الغيب
    فحينما ترى تخصصي دخوله نعمه
    فهو للبعض ابتلاء ونقمه

    كل ما اتمنى ألاّ تنسيني تلك الأحرف الإنجليزية الكثيرة الصغيرة والكبيرة مسؤولية ما أنا فيه
    تحياتي

    ردحذف
  2. الحياة نعمة
    والوقت امانة
    كان رسول الله بساما
    لانه عاش اللحظة وأدرك معنى الحياة وقيمتها
    وأراد آن يكون طيلة يومه انجاز مستمر على أساس قويم {رحماء بينهم) {وتواصوا بالمرحمة }
    كلمة طيبة، إعانة محتاج، وهداية ضال...
    وصلت رسالتك يا صديقتي 💫

    ردحذف

إرسال تعليق

نبذة عن الكاتبة

فاطمة بنت يحيى الغزواني
صديقة الأبجديّة ، لدي هدف في الحياة وأنا في طور تحقيقة، لا تسمع ما يُقال عني حاول أن تكتشفني بنفسك , قلمي وعقلي هم سلاحي في هذا العالم المخيف، أمارس الكتابة كرسالة، الأمل قريب جداً قد أراه ولا تراه، نحن نختلف في مستوى الرؤية، أهتماماتي القيادة والتخطيط القراءة والكتابة .

sayat.me/FatimahYG
هنا مساحتكم لإبداء الرأي

وعلى برنامج صراحة