رسالة إلى صديق (2)
أيها الصديق العزيز سُعدت عندما علمتُ أنّ رسالتي وصلتك وأسعدني استلام رسالتك من نفس بريدنا في حيّنا الصغير
أيها الصديق رأيت البارحة مناماً كانت فيه أحداث مزعجة بالنسبة لي، في نهاية ذاك الحُلم رأيت هذه الآية تتشكل في مظهرها الأبيض وأسمعها من صوتٍ لا أعرفه لعله صوتٌ من عقلي اللاوعي أو نصيحةً من رب الأكوان والكونيات
"واصبر على مايقولون، واهجرهم هجراً جميلا"
كان الحُلم مزعج رغم أنه حُلماً
وأعتقد بأن الواقع إزعاجه أعظم
ياصديقي كُلّما شكوتني هماً وألماً من الناس خدرتك أنا بإبرتي "واصبر على مايقولون، واهجرهم هجراً جميلا"
أعلم أنك لن تعمل بها
آعلم أنّك لن تصبر وأيضاً لن تهجرهم الهجر الجميل الذي لاجزع فيه ولا سخط
وحينما قلت لك طنشهم....
قلت لي: بل احضرهم من الحياة
يومها نهيتك واخبرتك أنّ الهرب ليس حلاً !
ورددت علي فقلت: وهل التطنيش لا يعّدُ هرباً !؟
قلتُ لك تغافل، كما أنني قلتُ لك لاتنشغل بهم كثيراً
وأرسلت لك رسالتي تحت مقعدنا المعهود تحت الشجرة حينما كنتَ تخفي عن الناس أمراً وتفكر بردة فعلهم وحينما وصفوك بما ليس فيك وحينما أذوك فلم أعرفك من دمائك وأنينك الموجع
إنّ الله ياصديقي خلق نفوسنا ضعيفة
لكنه لم يتركنا مجرّدين بضعفنا
بل أمرنا بأمور حينما تغافلنا عنها واعتبرناها انقاصاً لمكانتنا الاجتماعية أصبحنا بكل شرف وفخر "متخلفين خلف كبرياء مريض" فأنكسرنا
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً ﴾
برأيك لما على الله أن يرسل جبريل ويتعنّى الرسول عليه السلام عناء إيصال هذه الآية إلينا
برأيك لما أمرنا بإجتناب الظن؟ لاحظ حينما قال "كثيراً من الظن" أليس يعني أننا لسنا موفقين للظن كثيراً؟ وأن كثيراً من ظننا إثماً؟
أليس الظن السيء يؤذي صاحبه؟
كل شيء يبرئ إلا الظن يظل نقطةً في الروح
ألم يؤذيك أنّ فُلاناً ظنّ بك سوءاً؟
إن كان السؤال موجهاً إلي فسأقول لك نعم مؤلم "كنت" اتألم رغم تطعيمات الآخرين لي بتلك الظنون
رغم أنني لم أعد مباليةً جداً
إلا أنه يؤذيني "قليلاً" لحين من الساعة فقط لكن بكل تأكيد لن ترى وجهي مجدداً وروحي معك :) لا تلمني فحتى انبياء الله عجزوا عن التحمل فذاك ظنوه ساحراً وذاك شاعرٌ مجنون
وإنني أعلم أنه ليحزنك الذي يقولون وقد علم الله قبلي
بما أنه يزعج فلا تكن مُزعج ياصديقي في ظنك بالناس
عش هامشياً
التوقعات تتحول ليقين فيبني عقلك قصة من لاشيء ويبدأ واقع آخر مختلف من نظرك
لاتنسى إيّاك والظن السيء وإن كان لابد منه فلا يتحدث به لسانك لأنّ الله لا يؤاخذنا بما في نفوسنا
أمّا حينما ينطق اللسان هنا يبدأ المنكر
صديقي في نهاية كل هذا سأخبرك أنك مخطئ
نعم هو من عند نفسك
أنت من جلب لك الألم
ما كان ينبغي عليك الإستماع لهم من البداية
ما كان من الضرورة أن يكون لهم حيزاً في وقتك
أنت من جعلت حياتك فارغة من لا شيء كي تستمع للـ لاشيء وتتحدث في الشيء .
ماذا بعد يؤذي من القول؟
التحبيط ! الشتم السب تقليل الذات و .........
ياصديقي اِعلم أنني ما زلت أرى النجوم تلمع في السماء وأشم رائحة البحر في كل زيارة له !
آيات القرآن :
طه: 130
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى "
ص: 17
"اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ"
ق: 39
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ"
ص:32
قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ "
الحجر 97
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ"
المزمل 31
وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً"
يا صديق الهجر الجميل هل تعرفه؟
احذر من الناس لاتنسى الحذر الجميل
المرسل: فاطمه
المرسل إليه: صديق
التاريخ: 31 يوليو 2015
تعليقات
إرسال تعليق