من أراد أن يلبس التاج فليتحمل وزنه
وهاهو منتصف يناير أتى ليطوي صفحة ويفتح لي بداية سنة
سنة كاملة منذ أن أشرق علي ذاك الصباح أمام كلية الطب حيثما أوصلني أبي الغالي وقد ألبسني قيمهُ ومبادئهُ وثقتهُ وتميزه ، ونزلت من السيارة بإسمي مضافاً لأسمه
كنتُ واضعه آمالاً بنفسي أنا فاطمه ولم أضعهُ بذاك المكان
نعم أنا فاطمه الإبنه الكبرى التي رسمَ لها والدها طريقاً قويماً بعد مشيئة الله
والتي والدتها سعت بكل قوتها لتجعل مني كائناً واقفاً بتميز في مكانٍ من المفترض أن لا يلتحق به إلا كل متميز
دخلت وحدي نعم
لكنني بكل صراحة لست كذلك ,فقد كانت معي "أحلام أمي والوصايا التي أسمعتني إياها و رؤية أبي والبالطو الذي ألبسني إياه ودعواتهما و أحلامي أنا "كُلها دخلت قبلي فكانت لي مُرشداً في ذاك المكان الذي كان حلماً ولم يتحقق بل أنا حققتُه
إلى أبي الذي قال لي ذات مساء لا أريدك يا إبنتي أن تكوني كالنجمة فينظر لكِ الناس فتقعي ولا أن تكوني في القاع فتضيعي في الزحام ولكنني أريدك أن تكوني وسطاً بين هذا وذاك عندما ألتفت أراكِ بوضوح
النجم ياوالدي لا يلد إلا نجماً
يا أبي ليتني أستطيع أن أرد لك عمرك العشرين الذي أخذته منك
وإلى أمي التي جعلتني أقف في وسط الجامعة لا أهاب أحداً إلى أمي الحبيبة التي ربتني وجعلت مني شيئاً مميزاً
إلى أمي التي تستيقظ في كل صباح لتعد لي إفطاراً صحياً إلى أمي التي كانت لا تفارقني بإتصالاتها كل حين وبدعواتها لي
يا أمي ليت الإبنة تستطيع أن ترد ألمك وهمك وتعبك ليتني أستطيع أن أرد لكِ شبابك الذي أخذته
وإلى أخي أحمد شكراً لكل لحظة قضيتها معي وآزرتني وأنتظرتني فيها أمام الجامعة
الحقيقة أن دعوة والداي كانت حامياً لي في هذه الحياة
بسبب دعوتهما درست في شعبة متميزة 101 مع طالبات متميزات ولأنني لم أختلط بغيرهن رأيت الجامعة ميثالية لأن من حولي ميثالي
وتلقيت التدريس على يد أفضل الأساتذة الجامعيين الذي تفانوا ليس في تعليمنا فقط بل في تربيتنا
إلى الدكتور محمد فوزي الذي تعلمت منه الكثير والكثير ، الذي كان سبباً في بدايةَ إلتفات فكري ، إلى الذي علمنا معنى أن نكون مسلمين بأفعالنا ومعنى أن المسلمين إخوة لا تفرق بينهم حدود إلى الأستاذ الجامعي الذي كان يربينا بأفعاله وينقل لنا رسالةً تربوية تليها رسالة ، إلى المنارة التي علمتنا معنى الإحترام إلى من كان يوصينا بوصايا الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الأستاذ الذي كنتُ أود أن أقول له أنني تشرفت أنه كان لي معلمي ولم أستطع ذلك
إلى الدكتور طه الذي كان أيضاً أستاذنا في التحلي بأخلاق الإسلام الذي تعلمتُ منه معنى التميز بالدراسة
إلى الدكتورة سُهيلة التي كانت دائماً تعاملنا بإيجابية التي أستقبلتنا بإبتسامة في اليوم الأول وأخبرتنا أننا متميزين إلى الدكتورة التي أحرجتنا بتواضعها
تشرفت أني كنتُ طالبة عندكم تلقيت من علمكم وفكركم الكثير أساتذتي كنت كلما ألتقيتكم في الممر وددت لو أعبر عن مدى إمتناني لكم ولكن دائماً تقف الحيرة في المقدمة بيني وبينكم
وإلى طالبات شعبة 101 دفعة 2014
لقد كنتم شيئاً أُحسد عليه
لقد تعلمت من المستوى الأول ما معنى أن الجامعة هي مكان لتكوين الشخصية وأن النجاح في الورقة قد يكون في بعض الأشخاص نجاحاً على الورقة فقط
وفي الصعيد الآخر
شعبة 809 التي كانت تحتوي فئات مختلفة
بفضل هذه الشعبة أصبحت شجاعة وتعلمت أنه لا يهم مدى أن يتفق معي الأغلبية لأن الصحيح غالباً مرفوض والإيجابية أصعب من السلبية لقد تعلمت أسس الجدال وأسس المناظرة التي طورت من تفكيري كثيراً وجعلت مني شخصاً فصيح اللسان
فشكراً لمن كان معي وشكراً لمن كان يعارضني وشكراً لمن نوى بي سوءاً وحماني الله :)
إلى الدكتور الذي علمني ما معنى الإخلاص وعلمنا مامعنى العطاء دون إنتظار مقابل وعلمنا ما معنى أن يحرص الأستاذ على طلابه أكثر من حرصهم على أنفسهم
إلى الأستاذ الجامعي الذي أخبرني ذاتَ صباح من نوفمبر "أن المتميز يعلن عن نفسه بطريقته" وإلى الأستاذ الذي وثق بي وإلى الأستاذ الجامعي الذي جعل لي أساس متين في الكيمياء العضوية
إلى الدكتور المتميز جمال
وإلى الدكتورة هدايات التي علمتنا معنى أن نستشعر مسؤولية الطب وعلمتنا معنى العطاء في مكان النكران , علمتنا معنى أن تعطي ولا تنتظر إلى الدكتورة الأم التي كنت أستمتع بحديثها الخارجي وكنت أحفظه عن ظهر قلب
إلى الدكتور هشام الذي أكمل ما بدأه الدكتور محمد إلى الدكتور الصبور الحليم والذي كان دائماً يشجع طالباته
الذي علمنا القيم الذي نقل لي في وقت قليل الكثير والكثير من الأفكار
لن أنسى عندما شبهه تحضير الطالبة لزميلتها بشهادة الزور فيما كُنت أنا أعتبرها خيانة الأمانة كانت شهادة الزور أكبر رادع من الخيانة وليت قومي يعلمون إلى الدكتور الذي كنت أشعر أن محاضراته برنامج قيمي يجمع بين الدين والحياة والطب والفيزياء
وإلى الدكتور الذي تعب معنا كثيراً وصبر ثم غادرنا بهدوء ولم أستطع أن أعتذر له عن خطأ لم أقترفه الدكتور رضا
وإلى الدكتور آمال في مادة المهارات والدكتورة سلاف معمل الكيمياء والدكتورة سهام معمل الكيمياء وإلى معمل الأحياء الطبية الدكتورة شيماء ومادة اللغة الإنجليزية من الهند الدكتورة جوتي التي تخبرني دائماً أنني طالبة جيدة والدكتورة إسراء التي كانت تلقي علي التحايا دائماً ’ والدكتورة رازيا والدكتورة روبينا ’ والدكتور سحر
شكري وتقديري وكل عرفاني وإنَ الحرف ليعجز أنا تشرفت أنني كنتُ تلميذةً عندكم آمل أن كنت طالباً أحسنَ تقديركم
شكراً لأنكم أحسنتم تقويم دكتورة الصيدلة الصغيرة وجعلتموني أقف بثقة
دخلت الجامعة وأنا ذات خبرة بكل ما سيمر علي فيها من خلال الكتب التي قرأتها
لقد كنت أشبه بمن يقرأ وصفة دواء ويعلم كل استخداماته ومضاره ولكنه لايعلم بالضبط مذاقه ولا فاعليته
كنت أعتقد أن النجاح في السنة الأولى يعني فقط المعدل العالي
ولكن كنتُ مخطئة فالنجاح الحقيقي عندما تكوِن شخصية سوية دون شوائب وتصنع ذاتك
ومضى المستوى الأول وأنا أستغرب من الغش متفوقين يغشون؟ كيف لهذا يحدث؟
ولأنني كنت الطالبة التي سرقت محاضراتها في أول شهر من الدراسة كنت في صدمة ذهول كيف لكلية الطب أن تحتوي سارقين؟
أليسوا ملائكة الرحمة ؟
وأنا أكتب أشعر برغبة بالضحك على ميثاليتي الزائدة
كنت أستغرب كيف لطالبة صامتة مثلي لم يسمع أحداً صوتها خلال الشهر الأول أن يُشار لها بالتفوق من الطالبات؟
على أي أساس ؟ عندما كانت تلك الطالبة دائماً تواجهني أمام الطالبات كنت أنظر لها بسخرية إمتحانات الكويز لم تبدأ بعد وأنا لا أنطق بحرف وكنت أخبرها أن لا تنخدع بالمظاهر فحِدة الملامح لا تعني نجاحاً دائماً !
بل كان يستفزني من يسألني عن التخصص؟ أمشي بحرية فتوفقني فجأة أتخصصك جراحة؟ أنظر لها بإستغراب أميل برأسي يمنةً ثم يُسرةً ! فتقول إذاً أنتِ صيدلة ! أصلاً باين عليك!!!
لقد عرفت مؤخراً أنَ رحلةَ البحث هذه عن المتفوقين تجري ضمن معايير لكي تتم الإستفادة من ذاك الطالب :)
من السخرية أن يجري هذا الأمر في كلية طبية
نعم للتعاون لا للإستغلال
نعم لقد دخلت الكلية وأنا كنت أظن أنني كبيرة فشخصيتي قد تكونت ولكن كان ذلك كلاماً سخيفاً , الجامعة مكان تصقل فيه شخصية الطالب
ولأني كثيرة التأمل والمقارنة فرأيت تكون في شخصيتي كبير وتطور في الأفكار التي أعظمها تأثراً بفكر أساتذتي ولأن بداية التحول كانت مع الدكتور محمد فوزي أصبح عقلي في إستعداد لتقبل أي شيء منطقي وصحيح
بدأ ظهوري في المستوى الثاني عندما أختلطت بطالبات يخالفنني المعتقدات وكان ذلك مفيداً لي كثيراً لقد جعلنني أقرأ تفكيرهن وأحاول أن أغيره
وكنت كلما أكتب لهم في التجمعات الإلكترونية يتركونني بدون رد دائماً , لا أعلم هل هو خوف ! ولكن لمَ خوف فأنا ليس لي حول ولا قوة على الأرجح أنهن يعلمن ذلكَ جيداً ولكن العادة قد غلبت على أمر الله عندهم
وبالرغم من ذلك لقد كنت سعيدة بوجود من قرأ لي سابقاً هُنا تحت الشجرة وأفادته كتاباتي عن الجامعة ألتقيت دفعة طب الجراحة 2015 وسعيدة برفقتهن وأتمنى من كل أعماقي أن يكون مستقبلهن مُزهراً وأن يُسخر لهن الله من يأخذ بيدهن للطريق القويم في الدراسة والحياة وأتمنى أن يصبحن أفضل مني وأن يحققن مالم أستطع تحقيقه
مثلي كمثل أي طالب جامعي لابد عليه أن يمر بظروف تعيقه وتجعله منشغل الفكر ومررت بظروف كثيرة قد ذكرتها في تدوينات سابقة وفي هذا الفصل
عملية أمي وسفر أبي ليقدم عرضه عمَا أنجزه والإختبارات
كنت أنتهي من الإختبارات وأتوجه لمستشفى الحياة مباشرةً حيث أمي هناك وكنت في كل مساء أعيد لتخطيط جدول المذاكرة مرةً ومرةَ وثانيةً وثالثةً وكان تخطيطي يفشل فكل ما حددت ساعة يظهر شيء يعيقني
وملئني يأس إلى أن قرأت سطوراً جميلة الإختبارات ليست مقياس يوم واحد لا تنسي أنكِ كنتِ تحضرين للكلية يومياً وتحضرين بإنتظام وتستمعين للمحاضرة بإهتمام الأختبارات هي مقياس لتعبكِ ذلك
هذه الرسالة التي شاء لي الله أن أقرأها
نعم كنتُ تلك الطالبة التي تستيقظ قبل الفجر وتعود المغرب وأقضي ساعات الفراغ التي يستغلها غيري مابين سفر يومي
وبالنسبة للجبل فأنا الأقرب فزميلاتي يصلن الساعة الثامنة مساءً يومياً ويغادرن منازلهن الساعة الرابعة
لنجد ممن أنعم الله عليه بقرب سكنه من الجامعة جاحد للنعمة فبكل برود يطلب تأجيل الإختبار ولا يستشعر مسؤوليةً من لا يجد وقتاً للأكل أو النوم
لقد مرت بي أوقات عصيبة ونفسية مثل ما تمر على غيري المستجدين
ولعل من أبرزها التي بسببها كنت أنوي ترك المجال الطبي هو إنفجار تلك الأنبوبة بيدي التي كان لها أثر كبير على نفسيتي
وبفضل أستاذ الكيمياء الدكتور جمال والدكتورة سلافه في المعمل ونصيحة الدكتور محمد فوزي التي قدمها لنا في آخر محاضرة لطالبات شعبة 101 التي أحتوت كل طالبات صيدلة 20141 عندما قال "لاتخافي من مسك القلم"
وكانت مقولته تردد إلى ذهني دائماً وكنت أقول قلم الصيدلي هو أنبوبته وأيضاً صديقتي سلوى وقبلهم كلهم فضل الله علي أستطعت تجاوز الأزمة بعد شهر كامل
رغم أنني أعاني من نفسية صعبة في ذلك الوقت إلا أنَ الله كان يسخر لي أفعالهم الإيجابية التي ساعدتني في تجاوز الأزمة وهم لا يعلمون ماذا حصل معي أساساً ؟
يلزمنا في بعض الأحيان تغييراً في الذات أكثر من تغيير الظروف فالظروف تقديرها عند الله وحده
أيضاً هناك نموذج أتحفظ على إسمه كان يستقبل التعازي في وفاة والده مساءً ويتوجه للجامعة صباحاً ، ليس من السهل أن تفصل مشاعرك النفسية عن الدراسة ولكنه يستحق لقب مشروع الطب بكل جدارة
العجيب في الأمر عندما يرى الجميع تعبك وتفانيك وإهتمامك وعندما تحصل على ثمرة تعبك كاملةً يُقال عنده واسطة؟!!!!!!
نعم لديه واسطة إنه تعبه طوال الفصل الدراسي تلك واسطته
والشيء الذي أعرفه صحيحاً أن كل من يتفاخر بالواسطة إنسان كاذب عادةً يريد أن يكون نجماً فالواسطة في كلية طبية شيئاً يعني إهانه
الشخص الذي دخل بواسطة لن يجعل الآخرين ينظرون له بنظرة الإستحقار
ففي الكلية الطبية سيعتبرون صاحب الواسطة شخص أقل منهم قدرات عقلية
وأنا أعرف نماذج
أجعل واسطتك هي ركعات الوتر وأتجه لله عندما يقول لك الناس "تعرف أحد"؟ عليك بسورة البقرة والله إنها منجاة
المشكلة في البيئة الجامعية أن هناك أشخاص بهيئة ببغاء يكررون فقط ما يسمعون دون دلائل وحقائق وكفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع
مثل"الأساتذه يقولون ما نجح في الأحياء غير 45 ؟" والعجيب أن هذا الكلام سمعته في بداية دخولي في يناير الماضي وأسمعه في يناير الحاضر والعجيب أن الناجحين لم يكونوا بهذا العدد أبداً أبداً
المنهج هو واحد من سنوات ، وكل شيء هو كما هو فكيف لمن تخرج أن يكون خريج؟
أليست المشكلة مستويات عقلية؟ دائماً الخطأ في طريقة المذاكرة لمن يحمل المادة مرتان وثلاثة عليه بتغيير طريقة المذاكرة
الظلم !
درست 3 فصول دراسية بالفصل الصيفي كنت كلما أحسب درجةً يأتي مثلها بالضبط!
كنت عندما أخطأ في السؤال رقم 19 فقط
أحصل على درجة 24 من 25
وعندما حسبت درجتي في تلك المادة وأنني لم أنقص سوى درجةً من 100 حصلت على أ+ مثلما توقعت
بل إنني أجتمعت بكل الطالبات المتفوقات في السنة التحضيرية وأيدن قولي إننا نحصل على الدرجة التي نستحقها
أتعلمون ماهي المشكلة؟
كلفني أستاذي بمراجعة الأجوبة مع الطالبات ونرى المشكلة فمعظم الطالبات مظلومات
وراجعت معهن الإجابات والتي كانت تقول أنها خطأها في فقرة واحده أتضح لي ولها أنها أخطأت في 4 فقرات ولهذا كانت النتيجة 21 من 25
المشكلة أننا عندما نخرج من الإختبار فقط نراجع ما نشك في إجابته رغم أنَ هناك أسئلة كان حلها خطأ ونحن نظن أنه صحيح
وعضو هيئة التدريس إن أخطأ في حساب درجة فليس هناك من يحاسبه سوى الله فهو لن يتردد في الإعتراف بذلك لك
ولأننا لم نتعلم في مدارسنا أن نعترف بخطأنا فعضو هيئة التدريس نحمله هو فشلنا
وعضو هيئة التدريس لن يصل لما هو عليه إلا وقد بلغ غايةً في الثقة والطموح والأمانة والتميز
في الجامعة تعلم أن تكون لك أفكار ومعتقدات تخصك ولا تتأثر بكلام أحد مهما كان مقرباً لك كن شخصاً فريداً بأفكارك وأفعالك التي تجعل منك شخصاً متميزاً ولا تكن إمعةً ، كن أنتَ قائد نفسك ولا تكن منقاداًً لأفكار أحد أول أسباب الفشل في الجامعة هم الصحبة
فهذا صديق يخبرك بصعوبة المادة وهذا آخر يخبرك بأن الأستاذ الفلاني سيء في إيصال المعلومة وآخر هو من نوع الببغاء الذي ذكرته في الأعلى ، إبحث عن الصديق الإيجابي دائماً فأحاديث الأصدقاء تنعكس عليكَ بشكل لا إرادي
إن الإحترام شيء واجب علي أن ألتزم به حتى لو كنت في أعلى قمة غضبي وإن علت حدة صوتي لابد أن يكون به نبرة إحترام لصديقي ، لمعلمي ، وللمار بجانبي ، لابد عليك أن تصنع سيرة جيدة ترضاها عن نفسك عندما تشيخ في العمر
لا تعيش لليوم فقط بل عيش لأجل المستقبل وأعمل كأنكَ راحل وخطط كأنك ستعيش الغد
إن للإخلاص لذة وطعمٌ حلو كالشهد مفيد ولذيذ ، وسبحان من جعل الإخلاص في ديننا عبادة نؤجر عليها ولم تكن فقط قيمة إنسانية
دائماً كن مخلصاً في علاقات في مذاكرتك في ذهابك للجامعة وفي كل شيء حولك
إن الكذب داء أصاب كل الناس حتى الصادقين هم عرضةً لداء الكذب
حتى عام 2015 لم يبتكر له علاج ذو فاعلية ولكن هناك من تعافى منه إذاً فنسبة التعافي موجودة وهناك أمل بعيد
لن أقول حاول بل كن مُصراً على تجاوز الكذب في شتى أمور حياتك تجنب أن تُكتب عند الله كذابا ولن تكتب عنده حتى تتحرى الكذب ومعنى تحري الكذب أن تكذب في الأمور التي لا تستحق الكذب إن الصدق منجاة والكذب هلاك في الدارين
نفسك غالية فلا تجعلها مهانة بسبب الكذب
حاول دائماً أن تتصرف بشكل راقي
لا أعلم مامعنى راقي في مصطلحات البشر لكنها في مصطلحي تعني "كن وكوني من النبلاء"
والنبلاء هم من يتصرفون بشكلٍ راقي والإسلام علمنا ذلك بل جعل فيها أجراً لله الحمد على نعمة الإسلام التي لم نمثلها خير تمثيل
وهذا مايجعل من الأماكن التي تقيم الصلاة في تأخر دائم لأنها لا تعمل بدينها أبداً بل إنها تفصل الحياة عن المعاملات اليومية
تخصصي ليس له مستقبل ؟
هنا يا أيها الطالب أنت تتمادى على الله ... كيف؟ لأنك تتدعي الغيب الذي لا يعلمه إلا الله
العقيدة الإسلامية لا تقبل المناقشة بالأمور الغيبية ، ما أدارك أن الله لن يكتب لك النجاح في هذا التخصص؟
أليس الله يرزق من يشاء بغير حساب؟ تمعنوا بكلمةِ غير حساب إنَ الله يرزق من يشاء بدون مقابل لطلب الرزق
لا يكن همك أبداً التخصص لأنك ستواجه عوائق كثيرة عندما تدخل لمكان لا يناسب قدراتك ورغباتك
دائماً أبتسم شفقةً على من يرددون هذه الكلمة
عندما يتخرج طالب ولا يجد وظيفة يعني أن الله لم يكتب له بعد فرصة لطلب الرزق ويعني أشياء كثيرة قد يكون عقاب من الله وقد يكون غير مؤهل وقد يكون الله قد كتب له طريقاً أفضل
فلماذا دائماً نرى للسبب وننسى المسبب ؟
وكل التخصصات الطبية مكملة لبعضها وكل تخصص في الحياة نحن نحتاجه جداً
حتى عامل النظافة نحن بحاجته رغم أنَ بعض العقول تسخر منه
مرت بي لحظات بكيت فيها وتعبت ويأست ولكنني في كل مرة أنظر للمعطف الذي ألبسه وأقول :
من أراد أن يلبس التاج فليتحمل وزنه :)
وتاج طالب الكلية الطبية هو معطفه الأبيض
تحمل وزن أحلامك ونحن نستحق ما ممرنا به من صعوبات فلا يجوز أن تستوي أحلامنا بمن لا يضع حلمه على نارٍ لتنضج
كان معي في مسيرتي فكراً وبالاً
أمل الفيفي في السنة السادسة المكافحة من يشار لها بالطموح شكراً لكِ
وفي السنة الخامسة
وداد الحازمي أول من عرفت شكراً لكِ يا مشروع كفاح
و ميمونة أختي الكبرى التي لم تلدها أمي شكراً لك
وصية لطالبات السنة التحضيرية الطبية :
إضافةً لما خطيته بالأعلى أنا أستوصيكم بأساتذتي خيراً أستوصيكم بهم خيراً
لكل من قابلني ولكل من قرأ لي أرجوكم كونوا أفضل مني عندهم
لأجلي أهتموا بهم أهتموا بكل متغرب عن بلاده تلك هي وصيتي فأحفظوها
وكونوا على العهد
وألتقيكم بإذن الله على منصات التميز
هذه نهاية ما أقدمه للسنة التحضيرية دعواتكم آمل أن أكون أفدتكم
وإلى كل من ساهم في إنجاز مشروع تأسيس الدكتورة الصيدلانية شكراً من الأعماق ولكم خالص تحياتي
فاطمه بنت يحيى غزواني
http://sayat.me/FatimahYG
هامش:في محتوى كل سطر هناك العديد من الرسائل التي لن يفهمها إلا من دخل هنا وهو يريد أن يقرأ ليستفيد
هنا
سنة كاملة منذ أن أشرق علي ذاك الصباح أمام كلية الطب حيثما أوصلني أبي الغالي وقد ألبسني قيمهُ ومبادئهُ وثقتهُ وتميزه ، ونزلت من السيارة بإسمي مضافاً لأسمه
كنتُ واضعه آمالاً بنفسي أنا فاطمه ولم أضعهُ بذاك المكان
نعم أنا فاطمه الإبنه الكبرى التي رسمَ لها والدها طريقاً قويماً بعد مشيئة الله
والتي والدتها سعت بكل قوتها لتجعل مني كائناً واقفاً بتميز في مكانٍ من المفترض أن لا يلتحق به إلا كل متميز
دخلت وحدي نعم
لكنني بكل صراحة لست كذلك ,فقد كانت معي "أحلام أمي والوصايا التي أسمعتني إياها و رؤية أبي والبالطو الذي ألبسني إياه ودعواتهما و أحلامي أنا "كُلها دخلت قبلي فكانت لي مُرشداً في ذاك المكان الذي كان حلماً ولم يتحقق بل أنا حققتُه
إلى أبي الذي قال لي ذات مساء لا أريدك يا إبنتي أن تكوني كالنجمة فينظر لكِ الناس فتقعي ولا أن تكوني في القاع فتضيعي في الزحام ولكنني أريدك أن تكوني وسطاً بين هذا وذاك عندما ألتفت أراكِ بوضوح
النجم ياوالدي لا يلد إلا نجماً
يا أبي ليتني أستطيع أن أرد لك عمرك العشرين الذي أخذته منك
وإلى أمي التي جعلتني أقف في وسط الجامعة لا أهاب أحداً إلى أمي الحبيبة التي ربتني وجعلت مني شيئاً مميزاً
إلى أمي التي تستيقظ في كل صباح لتعد لي إفطاراً صحياً إلى أمي التي كانت لا تفارقني بإتصالاتها كل حين وبدعواتها لي
يا أمي ليت الإبنة تستطيع أن ترد ألمك وهمك وتعبك ليتني أستطيع أن أرد لكِ شبابك الذي أخذته
وإلى أخي أحمد شكراً لكل لحظة قضيتها معي وآزرتني وأنتظرتني فيها أمام الجامعة
الحقيقة أن دعوة والداي كانت حامياً لي في هذه الحياة
بسبب دعوتهما درست في شعبة متميزة 101 مع طالبات متميزات ولأنني لم أختلط بغيرهن رأيت الجامعة ميثالية لأن من حولي ميثالي
وتلقيت التدريس على يد أفضل الأساتذة الجامعيين الذي تفانوا ليس في تعليمنا فقط بل في تربيتنا
إلى الدكتور محمد فوزي الذي تعلمت منه الكثير والكثير ، الذي كان سبباً في بدايةَ إلتفات فكري ، إلى الذي علمنا معنى أن نكون مسلمين بأفعالنا ومعنى أن المسلمين إخوة لا تفرق بينهم حدود إلى الأستاذ الجامعي الذي كان يربينا بأفعاله وينقل لنا رسالةً تربوية تليها رسالة ، إلى المنارة التي علمتنا معنى الإحترام إلى من كان يوصينا بوصايا الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى الأستاذ الذي كنتُ أود أن أقول له أنني تشرفت أنه كان لي معلمي ولم أستطع ذلك
إلى الدكتور طه الذي كان أيضاً أستاذنا في التحلي بأخلاق الإسلام الذي تعلمتُ منه معنى التميز بالدراسة
إلى الدكتورة سُهيلة التي كانت دائماً تعاملنا بإيجابية التي أستقبلتنا بإبتسامة في اليوم الأول وأخبرتنا أننا متميزين إلى الدكتورة التي أحرجتنا بتواضعها
تشرفت أني كنتُ طالبة عندكم تلقيت من علمكم وفكركم الكثير أساتذتي كنت كلما ألتقيتكم في الممر وددت لو أعبر عن مدى إمتناني لكم ولكن دائماً تقف الحيرة في المقدمة بيني وبينكم
وإلى طالبات شعبة 101 دفعة 2014
لقد كنتم شيئاً أُحسد عليه
لقد تعلمت من المستوى الأول ما معنى أن الجامعة هي مكان لتكوين الشخصية وأن النجاح في الورقة قد يكون في بعض الأشخاص نجاحاً على الورقة فقط
وفي الصعيد الآخر
شعبة 809 التي كانت تحتوي فئات مختلفة
بفضل هذه الشعبة أصبحت شجاعة وتعلمت أنه لا يهم مدى أن يتفق معي الأغلبية لأن الصحيح غالباً مرفوض والإيجابية أصعب من السلبية لقد تعلمت أسس الجدال وأسس المناظرة التي طورت من تفكيري كثيراً وجعلت مني شخصاً فصيح اللسان
فشكراً لمن كان معي وشكراً لمن كان يعارضني وشكراً لمن نوى بي سوءاً وحماني الله :)
إلى الدكتور الذي علمني ما معنى الإخلاص وعلمنا مامعنى العطاء دون إنتظار مقابل وعلمنا ما معنى أن يحرص الأستاذ على طلابه أكثر من حرصهم على أنفسهم
إلى الأستاذ الجامعي الذي أخبرني ذاتَ صباح من نوفمبر "أن المتميز يعلن عن نفسه بطريقته" وإلى الأستاذ الذي وثق بي وإلى الأستاذ الجامعي الذي جعل لي أساس متين في الكيمياء العضوية
إلى الدكتور المتميز جمال
وإلى الدكتورة هدايات التي علمتنا معنى أن نستشعر مسؤولية الطب وعلمتنا معنى العطاء في مكان النكران , علمتنا معنى أن تعطي ولا تنتظر إلى الدكتورة الأم التي كنت أستمتع بحديثها الخارجي وكنت أحفظه عن ظهر قلب
إلى الدكتور هشام الذي أكمل ما بدأه الدكتور محمد إلى الدكتور الصبور الحليم والذي كان دائماً يشجع طالباته
الذي علمنا القيم الذي نقل لي في وقت قليل الكثير والكثير من الأفكار
لن أنسى عندما شبهه تحضير الطالبة لزميلتها بشهادة الزور فيما كُنت أنا أعتبرها خيانة الأمانة كانت شهادة الزور أكبر رادع من الخيانة وليت قومي يعلمون إلى الدكتور الذي كنت أشعر أن محاضراته برنامج قيمي يجمع بين الدين والحياة والطب والفيزياء
وإلى الدكتور الذي تعب معنا كثيراً وصبر ثم غادرنا بهدوء ولم أستطع أن أعتذر له عن خطأ لم أقترفه الدكتور رضا
وإلى الدكتور آمال في مادة المهارات والدكتورة سلاف معمل الكيمياء والدكتورة سهام معمل الكيمياء وإلى معمل الأحياء الطبية الدكتورة شيماء ومادة اللغة الإنجليزية من الهند الدكتورة جوتي التي تخبرني دائماً أنني طالبة جيدة والدكتورة إسراء التي كانت تلقي علي التحايا دائماً ’ والدكتورة رازيا والدكتورة روبينا ’ والدكتور سحر
شكري وتقديري وكل عرفاني وإنَ الحرف ليعجز أنا تشرفت أنني كنتُ تلميذةً عندكم آمل أن كنت طالباً أحسنَ تقديركم
شكراً لأنكم أحسنتم تقويم دكتورة الصيدلة الصغيرة وجعلتموني أقف بثقة
دخلت الجامعة وأنا ذات خبرة بكل ما سيمر علي فيها من خلال الكتب التي قرأتها
لقد كنت أشبه بمن يقرأ وصفة دواء ويعلم كل استخداماته ومضاره ولكنه لايعلم بالضبط مذاقه ولا فاعليته
كنت أعتقد أن النجاح في السنة الأولى يعني فقط المعدل العالي
ولكن كنتُ مخطئة فالنجاح الحقيقي عندما تكوِن شخصية سوية دون شوائب وتصنع ذاتك
ومضى المستوى الأول وأنا أستغرب من الغش متفوقين يغشون؟ كيف لهذا يحدث؟
ولأنني كنت الطالبة التي سرقت محاضراتها في أول شهر من الدراسة كنت في صدمة ذهول كيف لكلية الطب أن تحتوي سارقين؟
أليسوا ملائكة الرحمة ؟
وأنا أكتب أشعر برغبة بالضحك على ميثاليتي الزائدة
كنت أستغرب كيف لطالبة صامتة مثلي لم يسمع أحداً صوتها خلال الشهر الأول أن يُشار لها بالتفوق من الطالبات؟
على أي أساس ؟ عندما كانت تلك الطالبة دائماً تواجهني أمام الطالبات كنت أنظر لها بسخرية إمتحانات الكويز لم تبدأ بعد وأنا لا أنطق بحرف وكنت أخبرها أن لا تنخدع بالمظاهر فحِدة الملامح لا تعني نجاحاً دائماً !
بل كان يستفزني من يسألني عن التخصص؟ أمشي بحرية فتوفقني فجأة أتخصصك جراحة؟ أنظر لها بإستغراب أميل برأسي يمنةً ثم يُسرةً ! فتقول إذاً أنتِ صيدلة ! أصلاً باين عليك!!!
لقد عرفت مؤخراً أنَ رحلةَ البحث هذه عن المتفوقين تجري ضمن معايير لكي تتم الإستفادة من ذاك الطالب :)
من السخرية أن يجري هذا الأمر في كلية طبية
نعم للتعاون لا للإستغلال
نعم لقد دخلت الكلية وأنا كنت أظن أنني كبيرة فشخصيتي قد تكونت ولكن كان ذلك كلاماً سخيفاً , الجامعة مكان تصقل فيه شخصية الطالب
ولأني كثيرة التأمل والمقارنة فرأيت تكون في شخصيتي كبير وتطور في الأفكار التي أعظمها تأثراً بفكر أساتذتي ولأن بداية التحول كانت مع الدكتور محمد فوزي أصبح عقلي في إستعداد لتقبل أي شيء منطقي وصحيح
بدأ ظهوري في المستوى الثاني عندما أختلطت بطالبات يخالفنني المعتقدات وكان ذلك مفيداً لي كثيراً لقد جعلنني أقرأ تفكيرهن وأحاول أن أغيره
وكنت كلما أكتب لهم في التجمعات الإلكترونية يتركونني بدون رد دائماً , لا أعلم هل هو خوف ! ولكن لمَ خوف فأنا ليس لي حول ولا قوة على الأرجح أنهن يعلمن ذلكَ جيداً ولكن العادة قد غلبت على أمر الله عندهم
وبالرغم من ذلك لقد كنت سعيدة بوجود من قرأ لي سابقاً هُنا تحت الشجرة وأفادته كتاباتي عن الجامعة ألتقيت دفعة طب الجراحة 2015 وسعيدة برفقتهن وأتمنى من كل أعماقي أن يكون مستقبلهن مُزهراً وأن يُسخر لهن الله من يأخذ بيدهن للطريق القويم في الدراسة والحياة وأتمنى أن يصبحن أفضل مني وأن يحققن مالم أستطع تحقيقه
مثلي كمثل أي طالب جامعي لابد عليه أن يمر بظروف تعيقه وتجعله منشغل الفكر ومررت بظروف كثيرة قد ذكرتها في تدوينات سابقة وفي هذا الفصل
عملية أمي وسفر أبي ليقدم عرضه عمَا أنجزه والإختبارات
كنت أنتهي من الإختبارات وأتوجه لمستشفى الحياة مباشرةً حيث أمي هناك وكنت في كل مساء أعيد لتخطيط جدول المذاكرة مرةً ومرةَ وثانيةً وثالثةً وكان تخطيطي يفشل فكل ما حددت ساعة يظهر شيء يعيقني
وملئني يأس إلى أن قرأت سطوراً جميلة الإختبارات ليست مقياس يوم واحد لا تنسي أنكِ كنتِ تحضرين للكلية يومياً وتحضرين بإنتظام وتستمعين للمحاضرة بإهتمام الأختبارات هي مقياس لتعبكِ ذلك
هذه الرسالة التي شاء لي الله أن أقرأها
نعم كنتُ تلك الطالبة التي تستيقظ قبل الفجر وتعود المغرب وأقضي ساعات الفراغ التي يستغلها غيري مابين سفر يومي
وبالنسبة للجبل فأنا الأقرب فزميلاتي يصلن الساعة الثامنة مساءً يومياً ويغادرن منازلهن الساعة الرابعة
لنجد ممن أنعم الله عليه بقرب سكنه من الجامعة جاحد للنعمة فبكل برود يطلب تأجيل الإختبار ولا يستشعر مسؤوليةً من لا يجد وقتاً للأكل أو النوم
لقد مرت بي أوقات عصيبة ونفسية مثل ما تمر على غيري المستجدين
ولعل من أبرزها التي بسببها كنت أنوي ترك المجال الطبي هو إنفجار تلك الأنبوبة بيدي التي كان لها أثر كبير على نفسيتي
وبفضل أستاذ الكيمياء الدكتور جمال والدكتورة سلافه في المعمل ونصيحة الدكتور محمد فوزي التي قدمها لنا في آخر محاضرة لطالبات شعبة 101 التي أحتوت كل طالبات صيدلة 20141 عندما قال "لاتخافي من مسك القلم"
وكانت مقولته تردد إلى ذهني دائماً وكنت أقول قلم الصيدلي هو أنبوبته وأيضاً صديقتي سلوى وقبلهم كلهم فضل الله علي أستطعت تجاوز الأزمة بعد شهر كامل
رغم أنني أعاني من نفسية صعبة في ذلك الوقت إلا أنَ الله كان يسخر لي أفعالهم الإيجابية التي ساعدتني في تجاوز الأزمة وهم لا يعلمون ماذا حصل معي أساساً ؟
يلزمنا في بعض الأحيان تغييراً في الذات أكثر من تغيير الظروف فالظروف تقديرها عند الله وحده
أيضاً هناك نموذج أتحفظ على إسمه كان يستقبل التعازي في وفاة والده مساءً ويتوجه للجامعة صباحاً ، ليس من السهل أن تفصل مشاعرك النفسية عن الدراسة ولكنه يستحق لقب مشروع الطب بكل جدارة
العجيب في الأمر عندما يرى الجميع تعبك وتفانيك وإهتمامك وعندما تحصل على ثمرة تعبك كاملةً يُقال عنده واسطة؟!!!!!!
نعم لديه واسطة إنه تعبه طوال الفصل الدراسي تلك واسطته
والشيء الذي أعرفه صحيحاً أن كل من يتفاخر بالواسطة إنسان كاذب عادةً يريد أن يكون نجماً فالواسطة في كلية طبية شيئاً يعني إهانه
الشخص الذي دخل بواسطة لن يجعل الآخرين ينظرون له بنظرة الإستحقار
ففي الكلية الطبية سيعتبرون صاحب الواسطة شخص أقل منهم قدرات عقلية
وأنا أعرف نماذج
أجعل واسطتك هي ركعات الوتر وأتجه لله عندما يقول لك الناس "تعرف أحد"؟ عليك بسورة البقرة والله إنها منجاة
المشكلة في البيئة الجامعية أن هناك أشخاص بهيئة ببغاء يكررون فقط ما يسمعون دون دلائل وحقائق وكفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع
مثل"الأساتذه يقولون ما نجح في الأحياء غير 45 ؟" والعجيب أن هذا الكلام سمعته في بداية دخولي في يناير الماضي وأسمعه في يناير الحاضر والعجيب أن الناجحين لم يكونوا بهذا العدد أبداً أبداً
المنهج هو واحد من سنوات ، وكل شيء هو كما هو فكيف لمن تخرج أن يكون خريج؟
أليست المشكلة مستويات عقلية؟ دائماً الخطأ في طريقة المذاكرة لمن يحمل المادة مرتان وثلاثة عليه بتغيير طريقة المذاكرة
الظلم !
درست 3 فصول دراسية بالفصل الصيفي كنت كلما أحسب درجةً يأتي مثلها بالضبط!
كنت عندما أخطأ في السؤال رقم 19 فقط
أحصل على درجة 24 من 25
وعندما حسبت درجتي في تلك المادة وأنني لم أنقص سوى درجةً من 100 حصلت على أ+ مثلما توقعت
بل إنني أجتمعت بكل الطالبات المتفوقات في السنة التحضيرية وأيدن قولي إننا نحصل على الدرجة التي نستحقها
أتعلمون ماهي المشكلة؟
كلفني أستاذي بمراجعة الأجوبة مع الطالبات ونرى المشكلة فمعظم الطالبات مظلومات
وراجعت معهن الإجابات والتي كانت تقول أنها خطأها في فقرة واحده أتضح لي ولها أنها أخطأت في 4 فقرات ولهذا كانت النتيجة 21 من 25
المشكلة أننا عندما نخرج من الإختبار فقط نراجع ما نشك في إجابته رغم أنَ هناك أسئلة كان حلها خطأ ونحن نظن أنه صحيح
وعضو هيئة التدريس إن أخطأ في حساب درجة فليس هناك من يحاسبه سوى الله فهو لن يتردد في الإعتراف بذلك لك
ولأننا لم نتعلم في مدارسنا أن نعترف بخطأنا فعضو هيئة التدريس نحمله هو فشلنا
وعضو هيئة التدريس لن يصل لما هو عليه إلا وقد بلغ غايةً في الثقة والطموح والأمانة والتميز
في الجامعة تعلم أن تكون لك أفكار ومعتقدات تخصك ولا تتأثر بكلام أحد مهما كان مقرباً لك كن شخصاً فريداً بأفكارك وأفعالك التي تجعل منك شخصاً متميزاً ولا تكن إمعةً ، كن أنتَ قائد نفسك ولا تكن منقاداًً لأفكار أحد أول أسباب الفشل في الجامعة هم الصحبة
فهذا صديق يخبرك بصعوبة المادة وهذا آخر يخبرك بأن الأستاذ الفلاني سيء في إيصال المعلومة وآخر هو من نوع الببغاء الذي ذكرته في الأعلى ، إبحث عن الصديق الإيجابي دائماً فأحاديث الأصدقاء تنعكس عليكَ بشكل لا إرادي
إن الإحترام شيء واجب علي أن ألتزم به حتى لو كنت في أعلى قمة غضبي وإن علت حدة صوتي لابد أن يكون به نبرة إحترام لصديقي ، لمعلمي ، وللمار بجانبي ، لابد عليك أن تصنع سيرة جيدة ترضاها عن نفسك عندما تشيخ في العمر
لا تعيش لليوم فقط بل عيش لأجل المستقبل وأعمل كأنكَ راحل وخطط كأنك ستعيش الغد
إن للإخلاص لذة وطعمٌ حلو كالشهد مفيد ولذيذ ، وسبحان من جعل الإخلاص في ديننا عبادة نؤجر عليها ولم تكن فقط قيمة إنسانية
دائماً كن مخلصاً في علاقات في مذاكرتك في ذهابك للجامعة وفي كل شيء حولك
إن الكذب داء أصاب كل الناس حتى الصادقين هم عرضةً لداء الكذب
حتى عام 2015 لم يبتكر له علاج ذو فاعلية ولكن هناك من تعافى منه إذاً فنسبة التعافي موجودة وهناك أمل بعيد
لن أقول حاول بل كن مُصراً على تجاوز الكذب في شتى أمور حياتك تجنب أن تُكتب عند الله كذابا ولن تكتب عنده حتى تتحرى الكذب ومعنى تحري الكذب أن تكذب في الأمور التي لا تستحق الكذب إن الصدق منجاة والكذب هلاك في الدارين
نفسك غالية فلا تجعلها مهانة بسبب الكذب
حاول دائماً أن تتصرف بشكل راقي
لا أعلم مامعنى راقي في مصطلحات البشر لكنها في مصطلحي تعني "كن وكوني من النبلاء"
والنبلاء هم من يتصرفون بشكلٍ راقي والإسلام علمنا ذلك بل جعل فيها أجراً لله الحمد على نعمة الإسلام التي لم نمثلها خير تمثيل
وهذا مايجعل من الأماكن التي تقيم الصلاة في تأخر دائم لأنها لا تعمل بدينها أبداً بل إنها تفصل الحياة عن المعاملات اليومية
تخصصي ليس له مستقبل ؟
هنا يا أيها الطالب أنت تتمادى على الله ... كيف؟ لأنك تتدعي الغيب الذي لا يعلمه إلا الله
العقيدة الإسلامية لا تقبل المناقشة بالأمور الغيبية ، ما أدارك أن الله لن يكتب لك النجاح في هذا التخصص؟
أليس الله يرزق من يشاء بغير حساب؟ تمعنوا بكلمةِ غير حساب إنَ الله يرزق من يشاء بدون مقابل لطلب الرزق
لا يكن همك أبداً التخصص لأنك ستواجه عوائق كثيرة عندما تدخل لمكان لا يناسب قدراتك ورغباتك
دائماً أبتسم شفقةً على من يرددون هذه الكلمة
عندما يتخرج طالب ولا يجد وظيفة يعني أن الله لم يكتب له بعد فرصة لطلب الرزق ويعني أشياء كثيرة قد يكون عقاب من الله وقد يكون غير مؤهل وقد يكون الله قد كتب له طريقاً أفضل
فلماذا دائماً نرى للسبب وننسى المسبب ؟
وكل التخصصات الطبية مكملة لبعضها وكل تخصص في الحياة نحن نحتاجه جداً
حتى عامل النظافة نحن بحاجته رغم أنَ بعض العقول تسخر منه
مرت بي لحظات بكيت فيها وتعبت ويأست ولكنني في كل مرة أنظر للمعطف الذي ألبسه وأقول :
من أراد أن يلبس التاج فليتحمل وزنه :)
وتاج طالب الكلية الطبية هو معطفه الأبيض
تحمل وزن أحلامك ونحن نستحق ما ممرنا به من صعوبات فلا يجوز أن تستوي أحلامنا بمن لا يضع حلمه على نارٍ لتنضج
كان معي في مسيرتي فكراً وبالاً
أمل الفيفي في السنة السادسة المكافحة من يشار لها بالطموح شكراً لكِ
وفي السنة الخامسة
وداد الحازمي أول من عرفت شكراً لكِ يا مشروع كفاح
و ميمونة أختي الكبرى التي لم تلدها أمي شكراً لك
وصية لطالبات السنة التحضيرية الطبية :
إضافةً لما خطيته بالأعلى أنا أستوصيكم بأساتذتي خيراً أستوصيكم بهم خيراً
لكل من قابلني ولكل من قرأ لي أرجوكم كونوا أفضل مني عندهم
لأجلي أهتموا بهم أهتموا بكل متغرب عن بلاده تلك هي وصيتي فأحفظوها
وكونوا على العهد
وألتقيكم بإذن الله على منصات التميز
هذه نهاية ما أقدمه للسنة التحضيرية دعواتكم آمل أن أكون أفدتكم
وإلى كل من ساهم في إنجاز مشروع تأسيس الدكتورة الصيدلانية شكراً من الأعماق ولكم خالص تحياتي
فاطمه بنت يحيى غزواني
http://sayat.me/FatimahYG
هامش:في محتوى كل سطر هناك العديد من الرسائل التي لن يفهمها إلا من دخل هنا وهو يريد أن يقرأ ليستفيد
هنا
الله يوفقك ..ويسعدك ويحقق لك طموحك ..وشاكره لك علی ما قلته شخصيتك راءعه وافتخر بكوني تعرفت عليك .لا استطيع ان اقول ما بداخلي لانی لدي الكثير والكثير لاتكلم عنك..اختك فاطمه مساوی
ردحذففاطمه سعيدة لرؤيتي رد زميلة مثلك من 809
حذفشكراً لكِ
أسأل الله أن يكتب لكِ التميز والنجاح الدائم