أنا أقول قِيلا..وأنتَ تقول قِيلا..ليبقى كلام الله أقومُ قِيلا!
الحمدلله
فكوننا خلقنا ونحن مسلمين نعرف الله ومحمد صلى الله عليه وسلم والإسلام فنحنُ في نعمة عظيمة
كلما درست في شيئاً في جسد الإنسان بما أنني في كلية طبية أتفكر كثيراً حال الملحدين والثقافات الأخرى
أحمدُ الله كثيراً أن خلقني مسلمة إبنة مسلم من سلالة مسلمة لم يراودني الشك يوماً حول الإسلام كما أنني أحمد الله أن خلقني مُسلماً ولم أحارب ذاتي في شأن الإسلام يوماً
آثار دراسة الثقافة الإسلامية هو أثر شامل يخص العقل والكون والروح والفرد والجماعة , أنه يحفظ لنا هويتنا التي أراها هذا العصر في بعض المنازل والبلدان تلتحم بالثقافات الغربية للأسف
بل إن البعض يفتخر بالثقافة الغربية الإنفتاحية ويضَل ينعت الثقافة الإسلامية بالتخلف والرجوع متناسياً أن مصدرها رباني !
دراسة الثقافة الإسلامية تحفظ لنا ذاتنا فقد تاه الكثير وهو يحاول الحصول على الكمال الذاتي من التشبه بالغرب
دراستنا للثقافة تفتح لنا الأفق في التفكر والتوسع في مجال التحدث عن إسلامنا حتى نكون قادرين على مواجهة المذاهب الهدامة بثبات ومن هذا المنطلق أحببت أن أشارككم قصة سلطان موسى الذي ألَف كتاب "أقومُ قيلا" بتاريخ 2014 حيث أن غلاف الكتاب الخلفي يحكي عن لقاءه بأول ملحد عندما كان في لندن وإليكم القصة :
كنت في لندن عندما تعرضت للموقف الذي غيَر حياتي بهذا الخصوص ..تحديداً حين التقيتُ مصادفةً برجلٍ في حديقة "الهايد بارك"الشهيرة..سلم علي ورحب بي رغم صغر سني وقتها مُقارنةً به فقد كنت في الثامنة عشر من عمري بينما هو كان في عمر أبي تقريباً ... وأخبرني أنه يعيش في لندن وحين أخبرته أنني من السعودية رحَب بي كثيراً ...
كنتُ أقضي مع عائلتي إجازة عيد الفطر هناك فقررت أن أسأله وبحكم أننا خرجنا للتو من شهر رمضان عن كيفية معاناتهم مع الصيام في أوروبا التي لا تغرب شمسها بسهولة ليفاجئني بإجابته حين قال : أنا لا أصوم يا ولدي ولا أصلي
فلم أكتم تعجبي وسألته لماذا؟ خصوصاً وأنَ اسمه محمد كما أخبرني ..؟
فقال لي: (أنا ملحد ولا أؤمن بوجود خالق)
وما زلتُ أتذكر كيف قالها باسِماً ..!
كانت المرة الأولى التي أواجه فيها شخصاً يُنكر وجود الله وكنتُ أتعجب كيف يصل إنسان إلى هذه المرحلة..قد أتفهم وجود ديانات أخرى ولكن إلحاد..! مالذي يدفع إنساناً إلى هذا الإعتقاد..قررتُ أن أسأله عن معتقده فلم يرحمني ولم يرحم صغر سني ..إذا بدأ يطرح علي مجموعة من الأسئلة التي تهدف إلى التشكيك في وجود الله وفي البعث وفي القرآن وفي نبوة محمد ولم أكن أعرف كيف أُجيب عليها فعرفت حينها أنه أنتصر بسبب جهلي وبسبب ثقتي العمياء من كوني مسلماً من بلاد الحرمين ومهبط الوحي وبأني قد درست من المواد الدينية ما نسبته (60%) من مجمل المواد على إمتداد اثني عشر سنة لم أكن أدري حينها مثل أصدقائي .. لا أعلم ماذا يعني دعاء الإستفتاح ..!
كانت مثل الصفعة على وجهي وسبحان الذي ربط على قلبي بأن جعلني أبحث وأحاول أن أكتشف بنفسي الدين مرةً أخرى وأبحر في معانيه وإعجازاته فلربما لو كان شخصٌ غيري لانصاع لشبهات هذا الملحد ليكون أحد ضحاياه ..
ومن هنا بدأت رحلتي الصغيرة في عالم البحث والقراءة .......ألخ
الموقف الذي وقع فيه الأستاذ سلطان سيقع فيه بالتأكيد أي مسلم لا يعرف عن ثقافته الإسلامية أي شيء سوى أنه مسلم
لقد كان من أثر الثقافة الإسلامي في حياة الأستاذ سلطان أن ألفَ كتاب يتحدث عن الديانات وأنه أصبح قادراً على أن يتحدى الجدال في الثقافة الإسلامية وأن يدعو لله على اساسِ قويم
إن دراسة الثقافة الإسلامية تعطينا تصوراً دقيقاً وشاملاً للعقيدة الإسلامية وتبعاً لذلك فإن أثرها يكون عقيدة سوية
أننا نحتاج أن نطبق ما تعلمناه في منهج الثقافة الإسلامية إلى واقع عملي كي نترقي بأمتنا وبذاوتنا
أننا نقع في أخطاء بسبب جهلنا بثقافتنا الإسلامية ونركن إلى أعذار تصنعها أهواءنا
مواقف أعيشها بسبب تفنيدنا وقلة معرفتنا بالثقافة الإسلامية:
- في الجامعة كثيراً ما أقابل من تتحدث عن تخصصها الجامعي أنه ليس له مستقبل , إنهن يتحدثن عن واقع يشاهدنه ولكن في الحقيقة أنهن يتناقشن في القضايا الغيبية التي تخالف العقيدة السوية
- كثيراً ما أرى طالبات يستخدمن الغش والطرق الملتوية للنجاح كالكذب على الأستاذ الجامعي و أن تشهد زوراً بتحضيرها زميلتها في المحاضرة وهي في الحقيقة لم تحضر تظن بذلك أنها تفعل خيراً ..!
- عدم إحترامنا للكبير ولذوي الديانات الأخرى رغم أن الإحترام خلق إسلامي
- التصرف بعشوائية أمام معتنقي الديانات الأخرى وعدم الإكتراث أننا أمامهم نمثل ديانة وأمة بأكملها
أننا للاسف نجهل الكثير عن ثقافتنا وعن ميزتها ونجهل الكثير الكثير عن طريقة تمثيلها بواقع عملي وهذا مايجعلنا نفقد أثرها على مجتمعنا
وبدراستنا لمنهج الثقافة الإسلامية نسد ثغرات عديدة في شكلها الداخلي والخارجي , الأخلاقي والعملي , لذلك نحتاج أن نفهم الثقافة كمرجع قبل أن نفكر به كإمتحان يقيس القدرة على الحفظ ليكون بمقدورنا أن نرى آثار الثقافة على أنفسنا أولاً ومجتمعنا كما قرأنا عنها الزمن الماضي
إننا نملك ثقافة ذات أساس متين
فقد أقول أنا قيلاً وتقول أنت قيلاً لكن بالتأكيد يبقى قول الله أقوم قيلا الذي على اساسه نعيش في رفاهية الحياة الإسلامية
هذه كانت مشاركتي البسيطة في ورشة العمل في موضوع " آثار الثقافة الإسلامية على الفرد والمجتمع "
آمل أن أكون أنجزته بشكل موفق وأفدت به
بقلمي: فاطمة بنت يحيى
القصة مأخوذة من كتاب : أقوم قيلا للمؤلف سلطان موسى الموسى
لإبداء الراي والمناقشة : Fatimahyg@gmail.com
أصدقاء تحت الشجرة بإمكانكم المناقشة هُنا :)
ماشاء الله التفاتات مهمة وموفقة ��
ردحذفأجدتي طرح الموضوع
وفقكِ الله ونفع بكِ ��