نفِرُ مِنهُ إليه "إنه الموت"

الموت لا يأتي إلينا فحسب
بل نحن نذهب إليه أيضاً
ونُمهِد له - بالأسباب
نعم نذهب له بأرجُـلنا
وإن حصل ومنعنا أحدٌ من الذهاب إليه نُلحٌ كثيراً وكثيراً

نعم ، نفِر ُ من الموت إليه
نفِرُ من الموتِ إليه

ليقال بعدها : رحمهُ الله هو ألحَ بالذهاب وفعلِ ذاك وهذا لقد كان سبباً
ولو علم أن الموتَ مُلاقيه لما ذهب
ولكنه يفرَ منه إليه
فسبحان الله إنما هذا وعُد الله حينما قال:
"قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ"

عظمة بلاغية هُنا
( تفرُون - ملاقيكم )
أي أنه كلما هممت بالفرار منهُ ستجده يلاقيك أينما توجهت
إنما هو أجلٌ مغيب عند الله علمه

واللهُ بنا رحيم
من مات في غير موطنه ومكانِ مولِدهُ كان له مِدَ تلك المسافة في الجنة من المكان الذي مات فيه لمكان مولده
فقد روى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه من عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : مات رجل بالمدينة ممن وُلِد بها ، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : يا ليته مات بغير مولده قالوا : ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : إن الرجل إذا مات بغير مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة .
فسبحان الرحيم سبحانه
أي دينٍ أعظمُ من ديننا ؟

اللهمُ أجعل خاتمتنا حسنة ولا تأخذنا إلا وأنت عنا راضٍ
اللهم صبر قلوبنا على المصائب ولا تفجع قلوبنا في أحبابنا
اللهم في فردوسك أجمعني بأهلي والأصدقاء وكل من يقرأ الآن