قبل الفاصلة وعلى الأرصفة
ومضتِ الأعوامُ سِراعاً
وها أنا أصبحت في السنةِ الأولى من الجامعة
وتغيرتُ كثيراً
ولكني ما زلتُ صارمة
صارمة بمقدارٍ من الطيبِ يؤلم
لقد كبرت بذاك المقدار الذي يجعلني أقرأ الناس بصمتٍ خلف صمتهم
وبذاك المقدار الذي بهِ لا يستطيع أحدٌ خداعي
كبرت بمقدارٍ يجعلنُي أكشف كذبهم وأنا مغمضةُ العين و أسير وكلي منظرُ الغباء المكشوفِ معهم
لأني لا أرى فائدةً مِن إخبارهم أنني أعلم ما يُخفون "أصمت"
ولأني أُفضِل ألا يعرفون برؤيتي "أصمت" أيضاً , لأنني أحب رؤيتهم بأفعالهم العفوية
لأني خالطتُ الكثير من البشر من شخصيات وبيئات مختلفة وثقافات متعددة
أصبحتُ أفهم الكثير
فيستغربون عندما يجدون مني التعامل الذي يحتاجونه
لو فكروا قليلاً لعلموا أنني لشخصياتهم قرأت
ومن تجاربٍ في حياتي وعمري الصغير تعلمت
جربت كل المقاعد
ومِقعد الشهرة أزعجني
أن أدخل المناسبات والأعين علي وإشاراتهم وحديثم عني شيء لم أحبذه أبداً
أن يبحثوا عني وعن تفاصيلي وحياتي شيء مزعج
وأن تُعجبون بي شيء جميل لكن أحبه أن يكون في حدود ما يعجبكم
لم يعد يغريني أهتمام أحدهم
ولم يعد يغريني أي شيء
لأني نضجت وكبرت
عرفتُ الحياة كما يجب علي أن أعرفها
لأن لي قلب
فأنا أنزعج كثيراً ولكن مايلبث عود الكبريت أن يصبح رماد ويختفي
لأن لي قلب
فقد أنزعج بذاك المقدار الذي يصيب اللسان بالعجر فأبتعد بُعداً جميلاً لا عودة فيه يصيب المخطئ بالندم
أنا أبتعد لأنني كنتُ صبورةً على أفعالهم
يقتربون مني شيئاً فشيئاً يمسكون بحاجياتي
ينتظرون مني أنا أن أكتشفهم
وأبادر بالتعارف
لأنهم لا يريدون إزعاجي ولأن لهم كبرياء يخاف أن أرفضهم
وأنا أراهم لا يعرفون عني شيئاً أبداً
فأنا لم أكن هكذا !
عاملت الناس فتخطيت حدود العادات والتقاليد وعملتُ بديني الإسلام
ألا أفرق بين كبير وصغير ولا قريبٍ ولا بعيد , لا أنثى ولا ذكر
بما ينصه الإسلام علي
فيظنه البعض ضعفاً
وآخرون إعجاباً
والبعض يعرف أنه قوة
لم أندم يوماً على حُسن تعاملي مثل ندمي على سوء تصرفي الذي يدعوني للإعتذار
لقد كبرت وعلمني الله كيف أن أُطهِر قلبي وأصدُق معه
ومن عرف كيف يصدق مع قلبه سهُل عليه قراءة الناس وفهمهم
وأقترب من الراحة
كبرت وتعلمت وعرفت أن الراحة تكون مع أناسٍ لا يعرفون عنكَ شيئاً فإن أحسنت تصرفاً لن يُظهروا لك إنبهارهم وأن أخطأت لن يلقوا لكَ بالاً والأجمل أنهم سيتصرفون بعفوية فيجعلونك تسبح في بحور أكتشافهم :)
وكبرت لكي أعلم أنه لا حق لأحد أن يبدي رأيه بتصرفاتي
فإنه لن يخبرني إلا برأيه لفعله هو
فإنه لن يخبرني إلا برأيه لفعله هو
فلو كان يمارس نفس تصرفي فسيراه عادياً
وإن كان لا يمارسه فسيراه تصرفاً تجاوز الحد في العُرف :\ *ناس عجيبة*
وفي كل الحالتين "عش على عفويتك"
وإن كان لا يمارسه فسيراه تصرفاً تجاوز الحد في العُرف :\ *ناس عجيبة*
وفي كل الحالتين "عش على عفويتك"
وعلى هذه الأرصفة
أنا بلغت درجةَ الرضى عن نفسي والحمدلله
وقبل الفاصلة
لي حدودي ومبادئي التي أقتبستها من أبي فلستُ عنها متخلية ولا هاملة .
أترك لي كلاماً هنا
http://sayat.me/FatimahYG
رووووعه 👏🏼👏🏼
ردحذففعلا كبرنا وتغيرنا ولكن يوجد داخلنا طفل يعشق الحب والاهتمام لو حاولنا تغليف هذا الشعور بكبرياء متصنع ولكن
يبقى لكل منا وجهه نظر وزوايه خاصه يرى من خلالها الامور