Translate

في صالة الإنتظار رأيت راضي باراً بأمه

لا أعرف لهُ أسماً لذلك سأُسميه راضي

وأسألُه سبحانه أن يرضى عليهِ كما أرضاها

كـ كلِ جلسةٍ أجلسها للإنتظار بين النساء
في مستشفى السعودي الألماني

وأنا أنتقل بين الصالات وأُحاكي الطفلة جوري الجميلة
إذا بي أسمع نداء عجوزٍ على الكرسي المتحركِ تقول:  "لو سمحتن وحده تقربني للحمام " وهيَ كلُها إنكسار
وأنا بين سماع صوتها وبين لعبي مع جوري 
شعرت بأن شيئاً يدعوني لأن ألتفت لصاحبة الصوت
فإذا بها عجوزٌ جالسة على مقعدٍ في وسط الصالة لا أدري من أدخلها
سمعتُ لسؤالها فأجبتها أنا وفتاة عسير
فقربناها لدورة المياة كما طلبت ولكن مالم أتوقع أني سأراه يوماً أمامي
هو إمرأةٌ عاجزة مقعدة عن الحركة لا ترافقها أيُ معاونة
حينما سألناها أ أنتي لوحدك ؟ قالت : "نعم لكن معي ولدي ولم يجد طريقاً لإدخالي بينكن "

يالله أي قصةٍ عليها أنا اليوم؟
كررت السؤال فقلت لها أ ليس لديك أي بنت في المنزل زوجة إبنك إبنتك ؟ قالت:"  لا  ماعندي غير ولدي ينتظرني "

أدخلناها الحمام وخفنا عليها من السقوط فأجلسناها على المرحاض وساعدناها وغادرنا كي ترتاح وكنت في إنتظارها خارجاً أنتظر أي كلمةٍ إنتهاء منها

ومن ثم أنتهت وأجلسناها على الكرسي المتحرك وأكتشفت أنها لا تستطيع حتى تحريك قدميها فسقطت فردة خُفِها ورأيتها ترتدي جورب
فألبستها وأنا أقول في نفسي أيعقل أن من يرعى كل شؤونها ولدها فقط ؟
يالله
مرتديه جوارب وعبائه وغطوة و ملابس والحمام والأكل و و و أكلُ هذا ولدها فقط!

وبعد أن جلست سألتها أ أنتي مرتاحه أم تريدين أن أعدل لكِ الجلسة ؟
قالت كلها إنكسار:  جزاكم الله خيراً أخرجوني فقط لولدي

هنا كانت لي صدمة
فسألتها أ ولدك في الخارج ينتظر!!

يالله أدخلها بيننا وهو لا يعلم أي إستقبالٍ منا سيكون
أدخلها بيننا وهو يعلم بعجزها وضعفها

حينما قالت لي: نعم
وأتيت لإخراجها أعتقدت أنني سأرى ولد العشرين لكنني رأيت إبن الثلاثين
كنتُ أرى قفاهُ ورأساً للأعلى ينظر وكأنه يدعو "يارب سخر لأمي من يرعى ضعفها"

وما إن سمع باباً ينفتح حتى جاءني راكضاً وأخذها من يدي وقال جزاك الله خيراً
فردتتُ عليه بشكل لا إرادي "بل جزاكَ الله أنت ألف خير"

نعم كنتُ أقصدها
جزاه الله خيراً على رحمته بأمه
جزاه الله خيراً لأنه رعى ضعفها

كنتُ أريد أن أثني وأتكلم وأقول وأسأل
لكنني تذكرت شيئاً "أنا بنت"
وهو ألتقطها بسرعه مني وكأنهو *أمٌ تنتظر طفلها الغائب عنها*

يالله منظرٌ بألف ألف درس
أي رجلٍ هذا وأي عجوزٍ هي

هو لوالدته أعضاؤها
هو لوالدته سندُ
هو لوالدته قلب أم

بصراحة أنا لا أعرف من تكون ياعبدالله ولكنني أسميتك راضي لأنك ترضي قلب أمك
إن وصلتك كلماتي وعرفت من أنا فعذراً
كتبتها من قلب معجبٍ ببرك يريدك للشباب قدوة
راغبٌ أن يراكَ يوم الفصلِ أمام ربكَ وقد أرضاك

المكان:مستشفى السعودي الألماني
اليوم:الثلاثاء
الزمن: 8:40
التاريخ:25/3/2014

تعليقات

نبذة عن الكاتبة

فاطمة بنت يحيى الغزواني
صديقة الأبجديّة ، لدي هدف في الحياة وأنا في طور تحقيقة، لا تسمع ما يُقال عني حاول أن تكتشفني بنفسك , قلمي وعقلي هم سلاحي في هذا العالم المخيف، أمارس الكتابة كرسالة، الأمل قريب جداً قد أراه ولا تراه، نحن نختلف في مستوى الرؤية، أهتماماتي القيادة والتخطيط القراءة والكتابة .

sayat.me/FatimahYG
هنا مساحتكم لإبداء الرأي

وعلى برنامج صراحة