مذكرة سائحة بين الفصول
يأتي المطر وأفرحُ بهِ ولا أحزن
أفرح لأني أعلم أن هناك بيتاً يأويني
ويأتي الشتاءُ فلا أغتم كمثلِ التائه عن الوطن والمتشرد
ويأتي الصيف فأتذمر من حره وأنا تحتَ المُكيفات المركزية لا تحت الشمسِ أعمل
ويأتي الخريفُ وأكتئب من تساقط الورق وأنا لافاقدة عزيز
ويأتيني رشح فأشتكي الألم وغيري به الخبيثُ فماذا تركتُ له من شكوى؟
يُبعد الله عني مُسلى الخاطر فأقنطُ من رجوعها وغيري حرمهُ الله الولدُ فشاخَ وهو يدعو ورزقه الله بما طلب وهو الذي لا يعجزه شيء
أنامُ وأنا أفكرُ بعملِ الغد وقد غاب عن البال أن الراحلون كانوا مثلي ماظنوا أنهم بالغد راحلون
وتأتي مواعيد الوجبات فأرغب بما ليس على سفرةِ المائدة ناسيةٌ أن الأقصى ودمشق جائعات
أغتاب الناس وأتذمر منهم وأطالبهم بما لا أستطيع أن أعطيهم إياه
فماذا بعد؟
أعاتب الأصدقاء وأفارقهم وحينما يزورهم ملك الموتِ أنوح وأنوح فلم يجبرني على فراقهم سوى أنا
أُكابر عن السؤال عنك لأنك لم تسأل أنت وحينما تكون على فراشٍ أبيض يحُفني الندم الأليم لخطيئتي أنا
قد أكون هذه أنا وقد يكون أنت
فهل تنقصنا القناعة ؟
أم شيء آخر تحفظت عن كتابته الكـاتبة؟
هُنا مساحتكم الحره للتعليق
sayat.me/FatimahYG
تعليقات
إرسال تعليق