لنتعلم كيف نعذر الآخرين
مما علمني إياه والدي :
تحليل ردة فعلِ كل شخص بالبرمجه النفسيه فإن كانوا الناس يتحدثون عن شخص بالسوء نُفتش ماضيه وندمجه مع حاضره لنفسر تصرفه فنعذره
فإن رأيت شخصاً يبالغ في شيءٍ ما نسأل عن تفاصيل حياته وعن ماضيه
وحينما نتعمق في نفسية الإنسان نعذره كثيراً ونعذر كل تصرفاته فلا تشق السخرية والغيبة محلاً في المجلس.
مثال :
الحادثة الأولى
إمرأة أعتزلت منزلها ولم تخرج
وكان الكل يلقي عليها بالكلمات الجريحه
وحينما استفسرنا عنها من المقربين أكتشفنا أنها حنونه ورحيمه لدرجةٍ كبيره
فحينما تسمع بأطفال أيتام تتمنى لو أنها ترعاهم وتبكي
حينما ترى قسوة الآباء تتمنى لو تمنعهم وتبكي
حينما تعود إبنتها وتحكي لها عن الفقراء فتبكي وحينما تنزل السوق وترى المتسولين تبكي
فصارت حياتها بكاء في بكاء وتفكير يسحبه تفكير حتى اصابها الضغط فأختارت العزله عن سماع قصص الناس
فكانت معذوره
الحادثة الثانيه
معلمتي كانت دائماً تبالغ في أناقتها وزينتها حتى أنها لاترتدي الملابس مرتين وكانت ذا مكياجٍ صارخ يومياً
فكان أول سؤالي لإحدى المقربات منها
ألها أطفال؟ "وكان سؤالي هذا نابعٌ عن شكليه ثيابها فكانت دائماً كألوان قوس قزح وكأنها تخفي ألمها خلف الثياب وتدعو التفاؤل رغم أنها تظهر ذات صحةٍ جيده ف فلذة الكبد وحدهم من يجعل الإنسان يتألم دون مرض"
فأخبرتني أنها تملك أثنان
فسألتها عما كان بهم مرض فأجابتني أن أحدهما به الأنيمياء المنجليه شفاه الله ويتعب جداً رغم أن هذا المرض ليس في تاريخ العائلتين
فكانت معذوره
الحادثة الثالثة
معلمة قاسية جداً لاتعذر أحداً تأتي بوجه عبوس وتغادر بوجه عبوس وصوتها ذا نبرةٍ عاليه
من يعرفها حق المعرفه يقول إنها خلوقه رغم أننا نرى عكس ذلك وكانت تحتقرنا وكانوا الطالبات يكثرن من الدعوات عليها
فسألنا عن حالتها الأسريه
فتبين لنا أن عائلتها لاتملك سواها وأن أمها ذات صحةٍ سيئة جداً جداً فكانت كل يوم تعود من المدرسه لتقف بها في مستشفى الكلى ثم تسافر للعلاج الكيماوي لجده و والدتها تحتاجها
فكانت معذوره
الحادثة الرابعة
طفلٌ يضرب أمه ويشدُ شعرها ويبكي لأن يريد أن يخرج فنظرن لها النساء وكل واحده تقول في نفسها لم تعرف كيف تربي طفلها وحينما سألت إحداهن جزاها خيراً لتوقف حديثهن تبين أن طفلها به مرض التوحد عافاها الله
الحادثة الخامسة
كانت حريصة جداً على بناتها وأولادها تحرص على راحتهم وتوصي الناس عليهم وتكره من يضرهم بدرجةٍ مبالغه جداً حتى أن الناس كرهو التواصل مع أطفالها وفي السوق لاتمنعهم من شيء أبداً مهما كان
فحينما بحثنا عن ماضيها وجدناها يتيمه لم يرعاها أحد كان والدها متزوجاً إمرأة غير والدتها فعاشت مع جدتها فكانت حياتها قاسيه جداً جداً
وهاهي تعوض كل مافقدته في أولادها لكي لايشعروا بشعورها أبداً رغم أنها بالغت جداً
القصة السادسة
تحكيها لنا صاحبة القصه عرِفت في مجتمعها بإهتمامها بمشاعر الطفل وحرصه عليه ومحاوله تفهم شعورهم ومن أقوالها الطفل مستقبلي
قيل أنها صارمه تجاه من يحاول ضرب طفله فقد قامت بطرد أحد أقاربها من منزلها بسبب ضربه لولده مؤدباً إياه
فشاركتني تجربتها
نقلاً عنها:
كان لي خالاً دائماً بسبب أو بلا سبب يضربني ولا يضرب إبنته رغم أن إبنته تكون معي في كل وقتٍ يتعمد ضربي فيه كنت أشعر بكرهه لي
وكان يتعمد ضربي أمام الجميع منذ أن كان عمري 3سنين كنت كثير الشكوى لوالدي ولأن أمي لم تكن تدافع عني خجلاً من أخاها الأكبر كنت لا أفارق والدي أبداً كان يُري بنات خالتي الصور التي يلتقطها وأنا بجانبهم أول شيء يخطر بباله أعتقد هو الضرب
كيف يختلق أسباباً لضربي ؟ هذا مايدور برأسه
فأنا اليوم لا أنقص من قدر الطفل ومن قوانيني العائليه من يريد ضرب طفله زاعماً تأديبه يخرج خارج باب منزلي فيضربه ويعود
في منزلنا لايضرب الأطفال
فكسبت عقدةً تجاه الضرب من يضرب طفله أمامي هو إنسان لايحترمني
كرهت خالي كثيراً حتى كان الأطفال الذين ألتقيهم في منزله لا ألعب معهم أبداً من كرهي له سابقاً
رغم أن خالي تغير كثيراً فأصبح يقبل رأسي إحتراماً كل ما قابلني وأصبح يناديني بالشيخه قبل أسمي في مجلسه
أعتقد أنه كان سيخجل حينما أذكره بما كان يفعله بي
لكن أصبحت اليوم لا أهتم لأنني عرفت أن المشاكل القبليه السابقه بين عائلة أمي وأبي مازالت في رأسه يومها رغم أن الأجيال تناستها
أنا معذوره حينما كنت أرفع صوتي بخصام لمن يضرب ولده أمام الأطفال والناس
ومعذوره حينما كرهت جميع أصدقاء خالي وزوجه وبناته ومعذوره حينما طردت قريبي من منزلي
ً
أعتقد أن هذه القصص كفاية لأوضح نظرتي للمجال النفسي ومعرفه شخصيات الناس
دخولي هذا المجال والقراءة عنه أكسبني فن التجاهل عن التصرفات
وجعلني أتعلم كيف أعذر الناس
وأبعدني عن الغيبه
جعلني أركز نظري على طريقي فقط غير مباليه فمن يجلس على الجوانب
جعلني أفهم تصرفات كثيره جداً وأعذر أشخاص كثيرين جداً
وأحسن الظن بالكثير
لكن مجالسنا مازالت لا تؤيد كلامي أبداً
فحينما يذكرون تصرف فعله فلان وأوضح سبب قيامه بهذا التصرف أرى نظرة السخريه بكلامي
فكروا بمن حولكم وراقبوا تصرفاتهم وأربطوها بماضيهم
طبيعة الإنسان والبيئة المحيطه والاشخاص الذين ربوه يأثرون عليه جداً
أيضاً إياكم أن تحكموا على شخص من أول لقاء ولا من شكله أو تصرفاته إن جاءكم فضول لمعرفة سبب افعاله تقربوا منه وعيشوا حياته لحظةً بلحظه النفوس أبواب فإن طرقتموها أطرقوها برفق
الأخلاق والأفعال والعادات هي صفات مكتسبه وليست وراثيه
والمقصود بالمكتسبه "أكتسبوها من محيطهم ومن تجاربهم"
طابت أيامكم
أستقبل الأراء الساخره ツ
@S_Fatimah_Y
وأحب أن تشاركوني ما أستفدتموه
تعليقات
إرسال تعليق